الأحد 19 مايو 2024
اقتصاد

بوتشيشي: إنجاح استراتيجية الجيل الأخضر يتطلب تأهيل وتمكين الفلاح بكل الأساسيات المعرفية والتقنية!! 

 
 
بوتشيشي: إنجاح استراتيجية الجيل الأخضر يتطلب تأهيل وتمكين الفلاح بكل الأساسيات المعرفية والتقنية!!  عبد الحق بوتشيشي
على هامش النسخة الخامسة عشرة للمعرض الدولي للفلاحة، الذي تحتضن فعالياته مدينة مكناس، والتي تأتي بعد وباء كورونا وتوالي الجفاف وغلاء المحروقات والمواد الأولية...، في هذا الإطار أجرت "أنفاس بريس" مع عبد الحق بوتشيشي، رئيس الجمعية الوطنية لتقنيي تربية المواشي الحوار التالي:
 
ما هي  اكراهات الفلاح المغربي في الفترة الراهنة؟
أظن أن الفلاح لن يتنقل إلى مكناس إن لم توفر له مصالح وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات وسيلة للنقل حتى يتمكن له الإطلاع على كل ما هو جديد ومبتكر.
 
ماهي اتتظارات الفلاح حاليا من هذا المعرض؟
للفلاح انتظارات عاجلة لإنقاذ موسمه الحالي فظروف الجفاف التي عانى منها ولازال يعاني منها تجعل تفكيره لا يفارق حقله وماشيته فغلاء الأعلاف وارتفاع تكلفة المدخلات الفلاحية، وكل انتظاراته تنحصر في ترقب القرارات التي من شأنها تخفيف كلفة الأعلاف وتعويض خساراته المتتابعة.. فإن كانت القاعدة هي أن الفلاحة مصدر للدخل بالنسبة للفلاح، ففي السنوات الأخيرة أصبحت هدرا لدخله حيث أصبحنا نرى الفلاح يشتغل في قطاعات أخرى من أجل ان يصرف على ماشيته وهكذا "أصبح الفلاح كيخدم ويصرف على الفلاحة والكسيبة ماشي الفلاحة والكسيبة اللي كيخدمو عليه".
 
ماذا استفاد القطاع الفلاحي من المعرض ككل خاصة وأن المعرض تقوم به الدول التي لها السيادة الغذائية في حين  على العكس من ذلك نجد أن المغرب يستورد كل المنتجات الفلاحية من حبوب ولحوم الخ؟
قد يتساءل البعض لماذا تنظيم معرض بمستوى المعرض الدولي للفلاحة بمكناس ونحن نستورد العجول والأبقار والأغنام والحبوب والقطاني وجل المدخلات الفلاحية؟ 
لكن إذا تمعنا جيدا فتنظيم المعارض الفلاحية هو فرصة لانتعاشة اقتصادية  فجل الفنادق محجوزة، ومكناس ستشهد رواجا تجاريا اشتاقت له المدينة منذ ثلاث سنوات مضت ناهيك عن الشركات العارضة والتي تتنافس في تقديم كل ما هو جديد في عالم الابتكارات التكنولوجية والتقنيات الحديثة المستخدمة في مجال الفلاحي والصناعة الغذائية.
 
وهنا أطرح سؤال كيف للفلاح المغربي ان يطور نفسه إن لم يزر ويطلع بعينيه على التقنيات الحديثة؟ فالعالم يتطور والقطاع الفلاحي بشقيه النباتي والحيواني يشكو من ارتفاع تكلفة الإنتاج وبمثل هذه ملتقيات يمكن للفلاح المغربي أن يكتشف ويتعرف على كل ما هو جديد ومبتكر في مجال استعمال الطاقات المتجددة وتقنيات الري الحديثة خصوصا وأن تدبير مياه السقي أصبح من الإكراهات التي تشغل بال المزارعين، كما أن استعمال التكنولوجيا وتمكين الفلاح المغربي من الرقمنة متلازمتان ضروريتان لتطوير وتجويد المنتوج الفلاحي الوطني والمعرض الدولي للفلاحة بمكناس فرصة يجب استغلالها وطي صفحة الماضي وإصلاح الأخطاء التي ارتكبت في الماضي. فتحقيق السيادة الغذائية يتطلب تحديد أولويات برامجنا الفلاحية فإنجاح استراتيجية الجيل الأخضر يتطلب تأهيل وتمكين الفلاح بكل الأساسيات المعرفية والتقنية  باعتباره العنصر البشري المعني أكثر بتحديث القطاع الفلاحي.