الأحد 19 مايو 2024
اقتصاد

السيادة الغذائية.. أخنوش يعلن عن تعبئة 110 مليار درهم لتطوير السلاسل الإنتاجية

 
 
السيادة الغذائية.. أخنوش يعلن عن تعبئة 110 مليار درهم لتطوير السلاسل الإنتاجية عزيز أخنوش، رئيس الحكومة
على هامش فعاليات المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، تم يوم الخميس 5 ماي 2023 عن توقيع عقود البرامج الجديدة مع مهنيي القطاع الفلاحي في إطار يهدف إلى مواصلة تطوير وتنمية مختلف السلاسل الإنتاجية.

وكشف رئيس الحكومة، خلال كلمته بمناسبة التوقيع على 19 عقد برنامج، في إطار تنزيل استراتيجية الجيل الأخضر (2030) عن رصد غلاف مالي إجمالي قيمته 110 مليار درهم، منها 42 مليار درهم كمساهمة من الدولة، بينما تشكل مساهمة المهنيين ما يناهز  47 %، ونسبة التحفيزات 37% .

وأضاف أخنوش في كلمة له خلال مراسيم توقيع عقود برامج السلاسل الفلاحية، أن هذا الإطار التعاقدي يروم اعتماد منهجية جديدة تقوم على تعزيز هيكلة وحكامة الهيئات المهنية وتحسين فعاليتها، إضافة إلى وضع آليات لتتبع الإنجاز وتقييمه، مما سيساهم في تحسين البيئة المهنية وظروف الإنتاج والتثمين.

وأكد عقود البرامج الموقعة بين الدولة والمهنيين، تتوخى وضع العنصر البشري في صلب الاهتمامات، من خلال المساهمة في تعميم التغطية الصحية لفائدة الفلاحين ومواكبة الشباب وحاملي المشاريع، ثم التشجيع على الاستثمار الخاص في مختلف حلقات السلسلة، إذ تبلغ التحفيزات التي تمنح عبر صندوق التنمية الفلاحية ما يناهز 81% من مجموع مساهمات الوزارة الوصية.
 
وكذا تعزيز تنمية سلاسل الإنتاج الفلاحية عبر استهداف عالية السلسلة وإعادة توزيع الجهود على مستوى سافلة السلسلة، قصد الحفاظ على الجهود الاستثمارية وترشيد الإعانات، إلى جانب تعزيز تثمين المنتوجات الفلاحية وتحسين جودتها وملاءمتها مع التوجهات الفلاحية والتكنولوجية عن طريق الابتكار والبحث والتنمية، زيادة على الاستثمار في النجاعة المائية من أجل الحفاظ على الموارد الطبيعية، إذ أن أزيد من 27% من التحفيزات هي موجهة لتمويل التقنيات المقتصدة لمياه الري.
 
وقال أخنوش ضمن الكلمة ذاتها، إن الحكومة أولت أهمية خاصة لعدد من سلاسل الإنتاج، بالنظر لما تتمتع به من أهمية في تحقيق السيادة الغذائية، بحيث تمت بلورة خطة لإعادة إنعاش سلاسل الحليب واللحوم الحمراء، خصوصا بعد الإكراهات التي عاشتها خلال السنوات الأخيرة.

وبذلك، يضيف رئيس الحكومة، يرمي عقد برنامج الحليب زيادة الإنتاج بــــ 40% وزيادة عدد الأبقار الحلوب بـ 216 ألف رأس.

من جهة أخرى، يهدف عقد برنامج اللحوم الحمراء أساسا إلى زيادة الإنتاج من اللحوم بمختلف أنواعها بـ 40%، إضافة إلى تهيئة وعصرنة 113 مجزرة. وبذلك تتعدى الميزانية المبرمجة لفائدة عقود-برامج سلاسل الحليب واللحوم الحمراء 26 مليار درهم، أي 22 بالمائة من مجموع الميزانية.

وزاد أنه تم تخصيص ما يزيد عن 8 مليارات درهم لفائدة سلسلة الخضروات، وهو ما يترجم الإرادة القوية لهذه الحكومة لمواصلة تطوير هذه السلسلة، حيث ستخصص 3,2 مليار درهم لزيادة المساحات المزروعة (+58 ألف هكتار)، مما سيسمح بزيادة الإنتاج بحوالي 54%.

وأكد أن مواصلة الريادة التي تتميز بها التجربة الفلاحية الوطنية، تتطلب انخراط كافة مكونات القطاع الفلاحي وبذل مزيد من الجهود لضمان تماسكه وحكامته المؤسسية. لذلك، فالحكومة عازمة على منح دفعة قوية لسلاسل الإنتاج الرئيسية وتحسين الظروف المهنية الضرورية التي ستساهم في تعزيز العرض الوطني من المنتجات الغذائية وضمان الأمن الغذائي المستدام.

وذكر رئيس الحكومة، بأهمية السيادة الغذائية، التي تعتبر إشكالية مطروحة في السنوات الأخيرة، بسبب قلة الأمطار والجفاف، وخاصة خلال السنة الماضية، والتي لم  يشهدها المغرب منذ سنة 1981،  مما أدى إلى عدم سقي عدد كبير من الهكتارات المزروعة.

وبالرغم من كل هذه الإكراهات، التي يضاف إليها إرتفاع مدخلات الانتاج على المستوى العالمي.  أوضح رئيس الحكومة، أن هناك حضور كبير للمنتوجات الفلاحية المغربية في جميع الأسواق، وهذا شيء إيجابي، مشيرا إلى أن الحكومة تشتغل من خلال وزارة الفلاحة ووزارة المالية، حتى تخفض على الفلاحين تكلفة الانتاج، لكي تنخفض بذلك الأسعار على المواطن.

وبخصوص التصدير،  قال أخنوش “نحن مع التصدير، لكن مع أن يكون السوق الداخلي ممون بشكل جيد، وأن تكون أثمنة المنتوجات الفلاحية في السوق الداخلي في متناول المواطن”.

ودعا إلى التركيز على إنجاح مخطط الجيل الأخضر، وأكد على ضرورة البحث عن برامج لتحسين المردودية لتبقى على الأقل الأثمنة في مستوى مقبول.وشدد على أن مخطط الجيل الأخضر لا يركز فقط على الإنتاج، ولكن يركز كذلك على العنصر البشري.

أما بالنسبة لمياه الري، شدد أخنوش على ضرورة ترشيد وعقلنة استعمالها،  مشيرا إلى أن هناك مشاريع واعدة مثل تحلية المياه في الداخلة والدار البيضاء وغيرها، لضمان استهلاك المغاربة خلال السنوات القادمة، خاصة في ظل شح التساقطات.