الجمعة 7 فبراير 2025
كتاب الرأي

نور الدين طويليع: البقر البرازيلي ومطلب ماهي وما لونها

نور الدين طويليع: البقر البرازيلي ومطلب ماهي وما لونها نور الدين طويليع
إذا كان البقر قد تشابه على بني إسرائيل، وأعيتهم الحيلة في العثور على البقرة الصفراء الفاقع لونها، إذا كان هذا شأنهم مع بقرتهم التي أمرهم الله بذبحها لكشف لغز جريمة قتل، احتاروا في فك شفراتها، فإننا نحن كذلك قد تشابه علينا البقر، بعد الجيل البرازيلي الجديد الذي قالوا إن المغاربة استقبلوه بكثير من الحفاوة، ليضربوا به جسد الأسعار الملتهبة المتعجرفة، ويخلصهم من عذابها الأليم.
أمام الأشكال البقرية المختلفة، ربما طلبنا نحن كذلك من المشرفين على الصفقة أن يُبُيِّنُوا لنا ما هي، وما لونها، ونكرر الطلب، كلما أشكل علينا أمر الاهتداء إلى البقرة المقصودة، لكن ربما بقينا حبيسي "ما هي وما لونها"، ليس في النطاق البقري فقط، وإنما في المستوى الشمولي، فقد تشابهت علينا أنفسنا، فلم نعد نعرفها، وتشابه علينا الآخرون الذين تسلحوا بجنسية مزدوجة، إحداها واقعية، والأخرى افتراضية، لا تستقر على حال، ولا تلتزم بحدود، وتشابهت علينا الأيام والشهور والسنون، وتشابهت علينا القيم، فلم نعد نميز بين صالحها وطالحها، وربما مدحنا الثانية، وأسقطنا جام غضبنا على الأولى، واحتجنا إلى قطعة لحم بقرية (برازيلية) ، لنضرب بها بعضنا، عسى أن تخرجنا من سكرتنا، وترجع إلينا وعينا المقبور في ثنايا الحيرة والتيهان.
جربنا بقر هولندا، والبقر المغربي، و"بقر علال"، وفشلت محاولات استنطاقه، وانتزاع كلمة سر  "ماهي وما لونها"، ولم يبق لنا إلا أن نجرب هذه الأشكال البقرية البرازيلية الغريبة، فقد يأتي على يدها الخلاص، ونكون بفضلها من المهتدين إلى حل ثنائية الغموض الهوياتي والغموض اللوني، وثنائيات أخرى، تعاند العد وتعاكسه.