الثلاثاء 23 إبريل 2024
فن وثقافة

الحصان العربي البربري.. أجود سلالة صنفتها العيطة والأغنية الشعبية

الحصان العربي البربري.. أجود سلالة صنفتها العيطة والأغنية الشعبية الباحث عبد الرحيم شراد رفقة الزميل أحمد فردوس

قال الناظم: "شَلْحْ وُ عَرْبِي / حْتَّى يَعْفُو رَبِّي"

حضور الفارس والفرس على مستوى أشعار ونظم روائع فن العيطة خاصة والأغاني الشعبية المغربية ذات الصلة بالتراث والموروث الثقافي الشعبي عامة، هو حضور له مكانته الاعتبارية التاريخية والحضارية في سياق أحداث و وقائع كانت الكلمة الأخيرة فيها للخيول والفرسان الشجعان. في هذا السياق خلد الفنانون والمبدعون بفن قولهم شذرات غنائية تحيل على مكانة الحصان في الثقافة الشعبية والتفصيل في جمال رأسه وأذنيه ولونه ونسبه وقياسات أخرى ترتبط بنخوة الخيل العربية البربرية .

في هذه الورقة التي أعدها الباحث عبد الرحيم شراد لجريدة "أنفاس بريس"، وهو يروم تفكيك معنى ومدلول واحدة من الشّذرات الغنائية والتي تحيل على أجود أنساب سلالة الخيل حيث قال الناظم: "شَلْحْ وُ عَرْبِي / حْتَّى يَعْفُو رَبِّي".

فما هو المقصود من مضمون هذه الشذرة الغنائية؟ وكيف استطاع الناظم أن يسجل مكانة سلالة الخيل العربية البربرية ويحسم في تصنيفها من حيث جودة صفاتها ومميزاتها الجسدية وقدرتها على التحمل والعشق الأبدي؟

(شَلْحْ وُ عَرْبِي / حْتَّى يَعْفُو رَبِّي)، هي واحدة من الشّذرات الكثيرة التي وردت في متون العيطة والغناء الشعبي المغربي، حيث نجد التغني بالخيل والفروسية التقليدية حاضرا بقوة.

وككل كلام العيطة فإن هذه الشّذرة إذا ما فصلناها عن سياقها العام الذي وردت فيه، ستصبح للأسف قابلة للتأويل الخاطئ الذي يجافي المعنى الحقيقي المقصود. فقد يخال البعض أن المتحدث هنا، امرأة غير عفيفة، تجاهر برغبتها في اتخاذ أكثر من خِذْن و معاشرة أكثر من خليل من العرب و الأمازيغ . كل هذا التأويل بعيد عن المعنى المقصود، يجافي المراد الحقيقي من الكلام و يصبح خادِشا للحياء.

بينما الحقيقة الغائبة هي أن السياق الذي ورد فيه الكلام هو التغني بعشق فرسان التبوريدة وولعهم بركوب الخيل، وما عبارة "شَلْحْ وُ عَرْبِي" إلا إشارة صريحة لنوع الخيول التي يركبون صهواتها والتي هي من نوع سلالة (العربي الأمازيغي ـ Arabe -Barbe  ).

إن الكلام هنا صريح و مباشر تم ارتجاله في حضرة الفرسان، لهذا نجد أن الشيخة حين لمست استحسان الفرسان لكلامها ستطلب منهم إن كانوا يرغبون في المزيد من التغني بهذا العشق الدائم للخيل "انْزِيدْ زْيَادَةْ إِلَى أنْتَ ابْغَيْتِي؟"، تمهيدا لهذه العبارة التي تُجْمِلُ كل المعنى "امَّالِينْ الْخَيْل ﯕاعْ مَا يْشِيبُو/ إِلَى شابو راه ما بقات نِيَّة"، بمعنى أن ركوب الخيل و ممارسة التبوريدة رمز لشباب متجدد مهما بلغ العمر بالفارس فهو لا يشيخ .