الثلاثاء 19 مارس 2024
سياسة

وزير خارجية ليما السابق: اعتراف البيرو بالبوليساريو حرمنا من بناء علاقة تاريخية مع المغرب كبلد عريق

وزير خارجية ليما السابق: اعتراف البيرو بالبوليساريو حرمنا من بناء علاقة تاريخية مع المغرب كبلد عريق عبد الرحيم أريري( يسارا) رفقة رودريغيز ماكاي، وزير خارجية البيرو سابقا، بمقهى بشارع إيسميرالدا ببوينس أيريس
"حين اعترفت البيرو بالبوليساريو وبالجمهورية الصحراوية، تخلينا عن بناء علاقة تاريخية مع المغرب كبلد كبير وعريق. إذ لما اقترفت حكومة البيرو هذا الخطأ الجسيم في عهد الرئيس بيدرو كاستيلو، أدركت حينها أن السياسة الخارجية للبيرو تعيش فعلا دراما حزينة، لأننا لم نستطع أن نحدد بدقة معالم سياستنا الخارجية".
 
بهذه العبارة المرة، لخص ميغيل أنجيل رودريغيز ماكاي، وزير خارجية البيرو السابق لجريدة "أنفاس بريس"، ملابسات وسياق اعتراف حكومة بلاده بالبوليساريو وب"الجمهورية الصحراوية" يوم 9 شتنبر 2022، وهو القرار الذي كان سببا في أن يقدم رودريغيز ماكاي استقالته حينها من منصبه كوزير للخارجية، ليس فقط احتجاجا على تصرف الرئيس البيروفي "بيدرو"، ولكن أيضا لأن رودريغيز ماكاي، متشبع بقافة قانونية بحكم أنه يرأس "المعهد البيروفي للقانون الدولي"، ويدرك مفهوم الدولة ومقوماتها.
 
فعلى هامش مشاركته في المنتدى العالمي لحقوق الإنسان المنعقد بالعاصمة الأرجنتينية( 20\24 مارس2023، قال المسؤول الحكومي البيروفي السابق:" إنهم ( يقصد حكام البيرو)، يفكرون في كيان وهمي يسمى الجمهورية الصحراوية، التي لا وجود لها على أرض الواقع، وليس معترفا بها من طرف الأمم المتحدة ومن طرف غالبية دول العالم".
 
ومن بين النقط التي يعزز بها رودريغيز ماكاي موقفه أن " اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على الصحراء أعطى سندا قويا للمغرب حول مخطط الحكم الذاتي المقترح من طرف الرباط، وبالتالي فاعتراف البيرو بالبوليساريو وضع البيروفيين في موقف الضعف والإضعاف، ليس مع المغرب لوحده بل مع أغلب دول العالم العربي".
 
 
ولم يفت محاورنا التأكيد على أن "عدم الانسجام في السياسة الخارجية لبلدنا قطع مع ذكاء تاريخ الخارجية لدولة البيرو، وهو التاريخ الذي يملي عليها احترام القانون الدولي".
 
موقف الخبير القانوني والوزير السابق، يعكس موقف جيل جديد من الديبلوماسيين بالبيرو الذين يؤمنون-حسب محاورنا- بديبلوماسية "نقية وصريحة بدون خدوش ومن أجل التغيير".
 
وأضاف أنه مقابل هؤلاء المسؤولين، هناك مستوى آخر من المسؤولين بالبيرو الذين "يؤمنون بالإيديولوجية ويتصرفون حسب أهوائهم ومصالحهم ولا تهمهم مصالح دولتهم".
 
وختم رودريغيز ماكاي، تصريحه بالقول أن هذه المواقف المتذبذبة لا تنحصر على شخصيات سياسية بالبيرو، بل هي ظاهرة تسود عند جزء مهم من اليسار بأمريكا اللاتينية، الذي أضحى: "يسارا بدون معلومات ويسارا شعبويا ويسارا غير منظم ويسار القادة المترهلين".