الجمعة 19 إبريل 2024
فن وثقافة

الأزمي: واقع اللغة العربية مشجع عالميا ومتأرجح بين التدني والتراجع والتخلي عنه بالمغرب  

الأزمي: واقع اللغة العربية مشجع عالميا ومتأرجح بين التدني والتراجع والتخلي عنه بالمغرب   عطاء الله الأزمي
اعتبر عطاء الله الأزمي، أستاذ التعليم العالي والباحث في الدراسات الثقافية والمسرحية واللغوية والأستاذ المكون بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين الدارالبيضاء السطات، خلال حلوله ضيفا ببرنامج "الأفتر وورك" على إذاعة ميدي 1 بطنجة، يوم الخميس 23 فبراير 2023، أن اللغة العربية تعيش منذ استقلال المغرب تأرجحا بين تدني التعريب ثم التراجع عنه ثم العودة إليه ثم التخلي عنه.
وارتأى الأزمي أن هذا الوضع يعود لعدة أسباب، أهمها السبب الأول، وهو سبب رئيسي، يتجلى في الإرادة السياسية الحقيقية، موضحا أن هذا لا يعني افتقار المملكة للإرادة السياسية للاهتمام بلغتها الأم، بل يقصد بذلك أنه من الواجب تفعيل هذه الإرادة على مختلف المستويات وتنزيلها من لدن جميع المعنيين والمتدخلين.
 
أما فيما يتعلق بالسبب الثاني، فحدده ضيف الجزء الثاني من حلقة برنامج "الأفتر وورك"، في الاستمرارية، مبرزا أنه لا مانع من التجديد وأن يأتي المسؤولون بأفكار جديدة، لكن لابد من ضمان الاستمرار في تنزيل الخطط والاستراتيجيات السابقة.
وعمد المتحدث ذاته إلى مقارنة مكانة اللغة العربية بالمغرب بما باتت تحظى به من مكانة على المستوى العالمي، فقد أصبحت تستأثر باهتمام كبير من قبل الدول الغربية، وبات واقعها على المستوى الدولي مشجع عموما رغم مختلف الإكراهات.
فاللغة العربية اليوم يتحدثها حوالي 450 إلى 500 مليون شخص حول العالم، وهي اللغة الرسمية للعديد من الدول العربية والإسلامية، فضلا عن كونها من بين اللغات المعتمدة من لدن الأمم المتحدة، كما أنها اللغة الرسمية الثانية أو الثالثة بعدد من المؤسسات التعليمية لعدد مهم من الدول الغربية، بالإضافة إلى أن اللغة العربية أضحت لغة رسمية إلى جانب لغات أخرى لعدد من المنظمات والمؤسسات الإقليمية، بل أكثر من ذلك هناك دول جعلت منها لغة إجبارية في المدارس والمعاهد، وإن دل هذا على شيء فإنه يدل على أن اللغة العربية أصبحت تتمتع بالاعتراف والاحترام والتقدير والترتيب وكذا الاعتماد.
 
وعن الاحتفاء باليوم الدولي للغة الأم الذي يصادف 21 فبراير من كل سنة، والذي اختارت له منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة هذا العام شعار "التعليم المتعدد للغات ضرورة لتحقيق التحول المنشود في التعليم"، فهو يأتي في سياق إيمان "اليونسكو" بأهمية هذا التنوع الثقافي واللغوي، الذي يساهم بشكل كبير في بناء مجتمعات مستديمة في إطار التعدد الثقافي ومجموعة الجمهود الرامية إلى تحقيق السلام بين مختلف الشعوب والأمم.
 
وذكر عطاء الله الأزمي في ذات اللقاء الإذاعي بأن الاحتفاء باليوم العالمي للغة الأم، التي عرفها باختصار بأنها لغة الأبوين أي تلك اللغة التي يكتسبها الأبناء في منازلهم، جاء بمبادرة من دولة بنغلاديش سنة 1998، لتقرها "اليونسكو" سنة 1999 في مؤتمر عام.