الجمعة 19 إبريل 2024
فن وثقافة

الشاعرة مينة الأزهر: معرض الكتاب فارق الدارالبيضاء مكرها

الشاعرة مينة الأزهر: معرض الكتاب فارق الدارالبيضاء مكرها مينة الأزهر شاعرة وفاعلة جمعوية
لا يزال ترحيل معرض النشر والكتاب عن معقله الأساسي الدارالبيضاء إلى مدينة الرباط للمرة الثانية على التوالي يثير الكثير من الجدل، وفي هذا السياق أكدت مينة الأزهر شاعرة وفاعلة جمعوية، أن معرض الدارالبيضاء للنشر والكتاب فارق البيضاء مكرها وأضافت أنه إذا كانت الرباط في حاجة إلى احتضان تظاهرات دولية تعنى بالكتاب والنشر، لايجب أن يكون ذلك عن طريق إفراغ البيضاء من إحدى أبرز تظاهراتها، وفيما يلي مقال الشاعرة مينة الأزهر.

"في دورته الماضية (27)، فارق معرض الدار البيضاء للنشر والكتاب مسقط رأسه مكرها، بمبرر أن كتيبة من محاربي الكوفيد جعلت من فضاء تنظيمه مستشفى ميدانيا مؤقتا، وأن الرباط اختيرت حينذاك عاصمة للثقافة الإسلامية والإفريقية، علاوة على حجة واهية عنوانها الدعم المالي، لكن الوعد بعودة المعرض في السنة الموالية إلى الحضن الأول الأصيل، هوّن على البيضاء الكدر. فما الحكمة التي جعلت وزارة الثقافة تخالف الوعد وتقرر أن ينظم هذه السنة أيضا بالرباط؟.

نعم للغيرة على الرباط وإضفاء طابع المنارة الثقافية عليها، لكن ليس على حساب البيضاء، وليس بإقبار ما راكمه المعرض المرتبط باسمها (في خارطة معارض الكتاب العالمية) من دورات وفعاليات مشرقة، وما استضافه من أسماء بارزة وطنيا وعربيا ودوليا.

أجل، الرباط في حاجة إلى احتضان تظاهرات دولية تعنى بالكتاب والنشر، ولكن ليس عن طريق إفراغ البيضاء من إحدى أبرز تظاهراتها، والتضحية بأحد أهم مكونات تراثها اللامادي وتاريخها الثقافي.

المنطقي أن تحافظ البيضاء على معرضها السنوي في موعده (فبراير)، ولتجتهد وزارة الثقافة لخلق معرض خاص بالعاصمة الإدارية، تنظمه في يونيو (شهر الإعداد للامتحانات!)، على أن يكون موضوعاتيا، ما سيميزه عن العرس البيضاوي التاريخي، كأن يخصص مثلا للكتاب الموجه للشباب والأطفال، أو الكتاب الإفريقي، أو الكتاب المترجم...
أجدني غاضبة من هذا السطو، ليس لأنني مقيمة بالبيضاء، بل لأنه "لا يوجد احتيال أكبر من الوعد الذي لم يتم الوفاء به."