الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
فن وثقافة

الفوتوغرافي أشرف بزناني يصدم المشاهد بأعماله الخرافية

الفوتوغرافي أشرف بزناني يصدم المشاهد بأعماله الخرافية

في أعماله الخارجة عن المألوف يحاول الفنان والمصور الفوتوغرافي المغربي أشرف بزناني الجمع بين الحقيقة والخيال في إطار سريالي غرائبي يصدم المشاهد للوهلة الأولى، قبل أن يكتشف لاحقا أن في الأمر "حيلة ما" انطلت عليه في البداية. يقول أشرف "أشتغل على أنواع مختلفة من التصوير، مما هو مألوف كتصوير الطبيعة والبورتريه، إلى الماكرو وغيره. لكن اهتمامي ينصب حاليا أكثر على التصوير المفاهيمي والتعبيري والسريالي الخارج عن المألوف والمتعارف عليه، ومن خلاله يمكن خلق صور تجمع بين النقيضين، الحقيقة والخيال بحيث تمتزجان وتتشكلان في قالب فني واحد يكون مدعاة للغرابة والتساؤل والدهشة". ويرى أن الخروج عن المألوف يضع الأعمال الفوتوغرافية في مراتب متقدمة ومميزة، "أود أن أمنح الجمهور فرصة تذوق هذا الفن التصويري الرائع الذي لم يعرف في العالم العربي إلا منذ حوالي عشر سنوات، بينما عُرف في الغرب منذ ستينيات القرن الماضي". وأصدر أشرف مؤخرا ألبوما جديدا بعنوان "عبر عدستي" يعرض فيه أبرز أعماله الفوتوغرافية، ويقول إنه يعزز من خلاله مكانته كمصور فوتوغرافي مغربي ضمن لائحة الفوتوغرافيين العالميين في مجال التصوير السريالي والمفاهيمي. وما يميز الألبوم الجديد هو الغرائبية والتداخل بين الواقع والخيال، وهي سمات تطبع جميع أعمال هذا الفنان الشاب. ويركز أشرف دوما على تصويره نفسه في حالات متعددة، فتارة يجلس داخل قارورة أو يقرأ كتابا داخل مصباح كهربائي وأخرى يخرج دماغه ليتأمله أو يتجول بين أحجار الشطرنج. "قبل كل عمل، يحكي أشرف، أستحضر في ذهني مفهوما معينا وأبدأ بالتحضير لالتقاط الصورة التي تناسب هذا المفهوم، وهنا يعمل الخيال على تطوير الفكرة التي يمكن تنفيذها بمساعدة برامج خاصة. كما أنه لكل صورة رسالة مرتبطة بها تؤثر في الفكر بشكل مباشر". ويؤكد أنه أول من أدخل هذا الفن للمغرب، مشيرا إلى أنه تأثر كثيرا بأعمال مصوّر الحروب الهنغاري روبرت كابا وخاصة صورته "الجندي لحظة الموت" التي التقطها لجندي مجهول عام 1932، ويظهر الجندي متراجعا في حالة سقوط في اللحظة التي أصابته رصاصة.. وتعتبر هذه اللقطة إحدى أهم صور الحرب في القرن العشرين، ولاقت نجاحا باهرا على الرغم من مأساويتها. وحول الفرق بين عمله الغرائبي والأعمال الفنية الأخرى كـ "الكيتش" وغيره، يقول أشرف "التصوير الغرائبي والمفاهيمي فن نخبوي وراق جدا ويمثل الحداثة الفنية ولا غرض ربحيا من ورائه على عكس "الكيتش" الرخيص والمبتذل".