من خلال تعاملي مع الأمير مولاي رشيد، اكتشفت أنه محب للسينما ومحب للأفلام. إلا أن حبه للأفلام ليس ذاك الحب العادي أو بكيفية عامة، بل له علاقة واعية مع الأفلام ومع الفرجة السينمائية، وهذه نقطة مهمة جدا بالنسبة لي، خاصة حينما نستحضر مهرجان مراكش. إذ يتابع عن قرب كل ما يتعلق بالمهرجان سواء على مستوى التوثيق أو غيره، حيث يطرح أمورا دقيقة حول الأفلام وحول المحاور التي يتعين اختيارها.
وشخصيا، أود أن أثير مسألة محورية تشغل بال أي فرد في تعامله مع سلطة أعلى منه. إذ لمست لدى الأمير مولاي رشيد احتراما كبيرا للرأي. وهذه المسألة أساسية لأن المرء يحس أن رأيه يسمع ولو كان هذا الرأي بعيدا عن مضمون القرار النهائي الذي قد يتخذ. وهذه الخاصية جعلتني أقف على طيبوبة حقيقية من طرف الأمير اتجاه الآخر، إذ حتى لواختلفت الآراء يبقى الاحترام قائما.
فأنا منذ 2004، تاريخ بدء اشتغالي مع الأمير مولاي رشيد، وقفت على هذه العلاقة الطيبة والطريقةالتي يتعامل بها وأعتبرها ناجحة.
وبوصفه رئيس" مؤسسة مهرجان مراكش"، يمكن أن نقول إن القيمة المضافة التي ربحناها هي أن مهرجان مراكش أصبح يعتبر معرضا عاما ،وبأن المغرب أصبح بلد السينما وبلدا منتجا للأفلام السينمائية، ثم ثالثا أن المغرب أضحى ساحة للإنتاجات السينمائية الأجنبية ببلادنا في حدود 570 مليون درهم .وفي كل سنة يرتفع هذا الرقم بمعدل 10 إلى 15 في المائة. وهذا ما يعطي صورة عن المغرب بكونه بلدا مفتوحا على العالم وبلدا يخرج نحو العالم، بدليل أننا نوجد الآن بمدينة كان الفرنسية (سجل التصريح يوم السبت 17 ماي 2008 – المحرر) ونتوفر على جناح بالمنطقة الدولية للسينما حيث ندافع عن هذه المراحل الثلاث ونسوق مهرجان مراكش ونعرف أكثر بورزازات وبالمنتوج السينمائي المغربي، ونتباحث مع كل المنتحين لنشرح لهم التسهيلات والإغراءات التي يمنحها لهم إنتاج فيلم بالمغرب.
وكخلاصة، فالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش يعكس مسيرة التنمية الحقيقية للإبداع السينمائي المغربي. لأن هذا الأخير هو الذي سينتفع في نهاية المطاف من كل هذه التحركات ومن كل هذه البصمات/
(نور الدين الصايل، مدير المركز السينمائي المغربي (سابقا).عن أسبوعية "الوطن الآن" بتاريخ 22 ماي 2008)