السبت 23 نوفمبر 2024
فن وثقافة

كناوة الصويرة ينسجون لوحة إفريقية للفن الرفيع

كناوة الصويرة ينسجون لوحة إفريقية للفن الرفيع

بدأت سماء مدينة الصويرة المغربية، تصدح بنغمات الدورة 17 لمهرجانها السنوي حول "فن كناوة" العريق، الذي يجدد علاقة المغاربة مع ذاكرتهم الإفريقية. وهو المهرجان الضخم، الذي يجلب إليه سنويا مئات الآلاف من جماهير عشاق الفن الكناوي من مختلف مناطق المغرب ومن مختلف قارات العالم. بل إن النجاح الكبير الذي ظل يحققه هذا المهرجان، قد جعل بعض الجهات في جوارنا المغاربي، تحاول سرقة الفكرة، ومحاولة تكرارها عبثا منذ أكثر من سبع سنوات، بدعوى أن الفن الكناوي ليس مغربيا. لكن هذه المحاولات التي تكذبها وقائع التاريخ، وفطنة الناس البسطاء، قد كانت نتيجتها منح إشعاع أكبر لمهرجان الصويرة الدولي لفن كناوة، الذي يسجل سنويا مشاركة كبار معلمي هذا الفن المغربي الصويري الإفريقي الأصيل. مثلما يسجل مشاركة كبار فناني العالم من موسيقى الجاز والكونتري والريغي والبلوز، الذين يجدون في موسيقى هجهوج كناوة وقراقب عناصر فرقها، سلما موسيقيا فرديا لا أشباه له قط في العالم كله، بما فيها إفريقيا السوداء (بلاد غانا وغينيا القديمة التي منها جاء أجداد هذا الفن المغربي العتيق).

المهرجان، الذي تنظمه جمعية موكادور الصويرة، بحرص دائم من مؤسسها وابن المدينة الوفي، مستشار الملكين الراحل الحسن الثاني والحالي محمد السادس، أندري أزولاي، يحقق هذه السنة أيضا متعة راسخة لجمهور عشاق الفن الكناوي، من خلال حجم المشاركة، ونوعيتها أيضا، حيث يتجاور فنانون مغاربة كبار مثل حميد القصري وحسن بوسو ومحمد كويو وعبد النبي الكداري ومصطفى باقبو ومحمود غينيا وسعيد بولحمس وعمر حياة وحميد دكاكي وعبد الكبير مرشان، مع كورنر ستونز العالمية، ومع كيف سامبا، وديديي لوكوود وماري كانونج وباسيكو كوياتي ونكوني با وماركوس ميللر، حيث يغتني العمق الفني الشعبي الكناوي المغربي لكل أولئك الأسماء من "المعلمين" الكبار، مع فنيات الموسيقى العاملية بمدارسها المختلفة التي يمثلها أولئك الفنانون الذين جلبهم سحر الصويرة وسحر موسيقى كناوة. وهي المدارس الفنية الموزعة على مدرسة الجاز الفرنسية (وهي نادرة لأن الجاز أمريكي إفريقي) لديديي لوكوود، وماريو كانونج من المارتينيك بموسيقى الجاز الخاصة بالمحيط الهادي، إلى فرقة الفنان السينغالي العالمي ميتا كورنر ستونز.

فعلى مدى أيام 12- 15 يونيو 2014، ستكون الصويرة، بنوارسها ورياحها وطقسها الربيعي الجميل، على موعد مع الفن الأصيل لإفريقيا. وفي سماء المدينة سيظل يصدح صوت الهجهوج وصوت كناوة حتى ساعات الصباح الأولى، بحضور إعلامي دولي وازن وكبير. بدليل أن ليلة الافتتاح الذي أحياه المعلم حسن بوسو وديديي لوكوود والمعلم سعيد أوغسال ورباعي سفارة الخفاء، قد جعل المدينة تفتح كتابا جديدا للرقي الفني الذي يميز أهلها ويجعلهم يختصون بثقافة فنية مغربية إفريقية عريقة.