الجمعة 19 إبريل 2024
فن وثقافة

العرض المسرحي "حكايا السيرورا" يزرع تلاوين متعة الفرجة والفرح في قلوب ساكنة تامسنا ضواحي الرباط..

العرض المسرحي "حكايا السيرورا" يزرع تلاوين متعة الفرجة والفرح في قلوب ساكنة تامسنا ضواحي الرباط.. عزيز الخلوفي مخرج مسرحية حكايا السيرورا ومشهد من العرض المسرحي
قدمت الفرقة الفنية "مسرح سفر" عشية يوم الأحد 16 أكتوبر2022 بالفضاء السوسيو رياضي لالة حسناء بمدينة تامسنا ضواحي الرباط العرض الأول لمسرحيتها الجديدة، " حكايا السيرورا"، صنف مسرح الشارع... " أنفاس بريس" تابعت هذا العرض الفني وأعدت الورقة التالية:
 
تدور أحداث مسرحية "حكايا السيرورا"، التي كتب نصها المؤلف محمد أمين بنيوب وأخرجها لخشبة العرض المخرج المسرحي عزيز الخلوفي، في ساحة عمومية حيث تلتقي ثلاثة شخصيات (ابا علال/ شخص الدور الممثل حسن مكيات، عبيقة/ خالد لمغاري و خديجة علوش في دور زهرة)، تنتمي لعالم الهامش، ينعتون بالسيرورا أو ملمعي الأحذية، كل واحد منهم له حكاية أجبرته على الخروج للفضاء العام واختراق عنفه وتحمل قسوته ومزاولة مهنة بئيسة، رصيدها بعض دريهمات وما تبقى من تيه في تضاريس المدينة للبحث عن ملاذ بين أزقتها المظلمة..
رجلان لهما دربة ومراس في "مهنة السيرور" وفي حياة الشارع وامرأة شابة في مقتبل العمر، وافدة جديدة، تقتحم عليهما "التيريتوار" في فضاء الساحة، فيقع أخد ورد، شد وجذب جدل وصراع بين ماسحي الأحذية الثلاثة، فيخرج كل واحد منهم مافي جعبة "صندوقه الخشبي الصغير" من حكايا وأسرار، فتحبل مجريات العرض بكثير من الانعطافات والمفاجآت..
ثلاثة شخصيات بخلفيات مختلفة، تتجاور في ساحة، تتصارع وتتشاجر فيما بينهما، تتعاطف وتضامن مع بعضها البعض ثم تتساكن تحت قسوة الواقع وجبروت القدر...شخصية عبيقة، الذي ترعرع في ملجأ للايتام، بعد أن توفيت أمه وتخلي عنه والده، سيخرج ، بعد بلوغه سن الرشد، " مقطوع من شجرة" إلى غياهب الشارع، فيكتشف بؤسه وألامه المتوارية في دواخله..، "ابا علال"، رجل في نهاية الخمسيات من عمره، أجبرته قسوة صروف الحياة على الخروج أيضا لامتهان حرفة "مسح الأحذية"، رجل من " سكة قديمة"، في سلوكه طيبوبة مشوبة بشدة مع لطف، ستقوده " حياة السيرور" نحو التعرض لمحاولة احتيال ونصب من لدن أحد زبائنه ، عبيقة واباعلال وإليهما زهرة، شابة جميلة في عمر الزهور، تنحدر من وسط فقير، اشتغلت ناذلة بمقهى في وقت سبق وتعرضت لواقعة نصب واحتيال من طرف رجل اوهمها بالسفر إلى الخارج من أجل العمل في حقل التجارة، قبل أن تكتشف نفسها بين أيدي شرطة الحدود في بلد أجنبي بسبب تجارة الممنوع، قبل أن تقرر التعاطي لحرفة " مسح الأحذية" وتخرج هي الأخرى إلى ساحة المدينة أملا في البحث عن " صاحب دعوتها"..
ثلاثة شخوص، ثلاثة كراسي وثلاثة صناديق خشبية صغيرة، هي ثلاثة عوالم مختلفة داخل صناديق تبدو مثل حيوات متنقلة، باطنها يخفي عكس ما يبديه الظاهر، أكسسوارات تتغير وتتحول في وظيفتها فوق الركح ( صنوق، قيتارة، اكورديون، طاولة في مقهى...)، ألوان مصاحبة ومؤثرات موسيقى، أصوات ترافق توالي لوحات العرض المسرحي في سلاسة و انسياب..، حكي وبوح، رقص وغناء وأداء ممثلين في تناغم وانسجام، هي مكونات عرض فني لفرقة " مسرح سفر"، حققت من خلاله فرجة ومتعة سافرت بجمهور تامسنا، وهو تشكيل من مختلف الأعمار، نحو عوالم في ألوان الطيف وتابعها في دهشة وانجذاب إلى نهاية العرض..
تقول رشيدة(18سنة)، شابة تنحدر من تامسنا حضرت مع مجموعة من أصدقاءها لمشاهدة العرض المسرحي " حكايا السيرورا" لفرقة " مسرح سفر"(تقول) في حديث قصير لجريدة "أنفاس بريس" :" ذاك الشي زوين واعجبنا بزاف..، صراحة تمتعنا، مسرحية طوووب.."، قبل أن تتتابع سيرها مع أصدقائها في انشراح..، ويرى من جانبه حميد وهو رجل في الأريعينات من عمره، حضر العرض الفني مع زوجته وطفليه ( 10 و14 سنة) بأن العرض المسرحي قد حمل لإليه، وهو في رفقة عائلته الصغيرة، استراحة مع فرجة جميلة، ثم أضاف " المسرحية فيها ترويح وترفيه عن النفس من جهة وفيها أيضا كلام معقول فيه كثير من العبر والمعاني وتحمل رسائل توعوية لشبابنا اليوم.."
وعن مسرحية "حكايا السيرورا" يقول مخرج العرض عزيز الخلوفي، الذي بدأ مشواره الفني في منتصف الثمانينات كممثل ضمن فرقة " قسم تكوين الممثل بمسرح محمد الخامس" بالرباط تحت أشراف الاستاذ الراحل عباس ابراهيم، في دردشة جانبية مع " أنفاس بريس" إن فكرة عرض "حكايا السيرورا" قد سبقت كتابة النص، ويزيد الخلوفي في توضيح، بأن الكاتب أمين بنيوب كتب النص المسرحي ( حكايا السيرورا- ذاكرة العابر) انطلاقا من طلب المخرج، الذي اختمرت الفكرة ومعها روافع العرض في مخيلته، وهو ماحصل في توليفة بهية إذ كتب نص المسرحية ثم طبع في شكل كتاب سنة 2018 في إطار التوطين من طرف "المسرح المفتوح"، غير أن جائحة كورونا وتوابعها أجلت عرض المسرحية على الركح أمام الجمهور إلى أن حان الأوان في سنة 2022 ، بمدينة تامسنا عشية يوم الأحد الأخير..
بقيت إشارة في الختم إلى أن مسرحية " حكايا السيرورا"، التي حضيت بدعم وزارة الثقافة والشباب والتواصل ستعرض يوم الأريعاء 26 أكتوبر الجاري بساحة "أغورا مارينا" بالهواء الطلق بمدينة أكادير ضمن فعاليات الدورة الخامسة للمهرجان الدولي للمسرح وفنون الخشبة..
ورقة تقنية عن المسرحية:
تأليف: محمد أمين بنيوب
سينوغرافيا وملابس: هند خوشة
تشخيص: حسن مكيات، خديجة علوش، خالد لمغاري
الإدارة الفنية: عمر بلعود
التوثيق والإعلام: عبد القادر مكيات
تنفيذ الإنتاج: فاطمة عسراوي
فكرة وإخراج: عبد العزيز الخلوفي