الخميس 28 مارس 2024
فن وثقافة

لوغشيت: ماحدث من فوضى في مهرجان "البولفار" يتحمل مسؤوليته القائمون على تنظيمه

لوغشيت: ماحدث من فوضى في مهرجان "البولفار" يتحمل مسؤوليته القائمون على تنظيمه المغني طوطو ومشهد من الفوضى الكارثية التي عرفها مهرجان البولفار بالبيضاء

تصدرت كل من التصريحات الساقطة لمغني "الراب" طه فحصي، الشهير فنيا بلقب "الغراندي طوطو" وأحداث الشغب التي عرفتها سهرة البولفار يوم الجمعة 30 شتنبر2022، بالبيضاء، قائمة الأحداث التي شغلت المشهد الفني المغربي، فتعالت أصوات متسائلة حول من المسؤول عن الفوضى التي باتت تخيم على الساحة الفنية المغربية. في هذا الصدد تواصلت "أنفاس بريس" مع عبد الله لوغشيت، إعلامي وأستاذ باحث ومهتم بالتراث والمجموعات الغيوانية، لتسليط الضوء على موقفه حول ما أضحى يشوب المجال الفني والثقافي المغربي من انزلاقات وتشوهات:

 

كيف لحفل عمومي أن يشهد سلوكات بذيئة وساقطة كتلك التي بدرت من المغني طوطو بمهرجان الرباط؟

بالنسبة لما صدر عن المغني المعروف بلقب "غراندي طوطو" أو "طوطو"، فبالنسبة لي يعبر عن ازدرائه بالمنظومة الثقافية والفنية لبلد عريق، ف14 قرنا من الحضارة لا يمكن أن تختزل في صورة معينة أو شخص غير واعي بالمسؤولية المرماة على عاتقه، بصفته فنان يمثل جزءا من مواطنيه، ففي هذه الحالة وبعيدا عن الماديات، أرى أن المدعو "طوطو"، أساء لسمعة المغرب، سواء كانت تصرفاته تلك مقصودة أو غير مقصودة، بل أكثر من ذلك صور المغرب كأنه بلد مخدرات، مانحا بذلك أعداء الوطن ورقة رابحة.

نحن نحيا في عصر العولمة والتكنولوجيا، التي سهلت انتشار الأخبار في شتى أنحاء العالم، مما يفرض على كل منا لجم لسانه، والتفكير جيدا قبل التلفظ بأي كلمة قد تحسب ضده، فالكلام الآن الآن بات كرصاصة، إذ خرجت لا تعود.

 

أين تكمن خطورة ما صدر عن مغني "راب" طوطو؟

أغلب من يتابع "الغراندي طوطو" هم مراهقين وشباب، والمفروض على الفنان أن يكون قدوة. وهو ما لم يلتزم به المغني سالف الذكر، الذي اختار التأثير على عقول جمهوره بشكل سلبي بدل التأثير بإيجابية عبر تسخير فنه لتمرير رسائل هادفة ومتشبعة بالقيم والمبادئ. فقيمة الفنان تقدر بما يقدمه، ليس بعدد من حضروا حفلاته وأعداد المشاهدات والمتابعين.

واعتبر أن المشكل ليس في تعاطيه للمخدرات بل في تباهيه بذلك، فمثلا قديما العديد من رواد الفن كانوا يدخنون أو يتعاطون المخدرات، لكنهم كانوا حرصين على الفصل بين حياتهم الشخصية والفنية، وعلى وعي كامل بأن الجمهور يراهم قدوة لهم، لذلك كانوا يحسبون حساب كل تصرف يصدر عنهم.

ومن وجهة نظري فقد تمكن الغرور من المغني المذكور بسبب الشهرة، فتضخمت عنده الأنا، وبات يحتقر الجميع. وهذا ما يفسر التصرفات الغير المسؤولة الصادرة عنه. كما أنه بحاجة ماسة إلى فريق مختص في التواصل يوجهه، خاصة في خرجاته الإعلامية،

أي يجب أن يستثمر في فنه، وألا ينظر إليه كمضخة لأموال، فلا بد من تخصيص جزء من أرباحه لضمان استمراريته والحفاظ على صورته أمام الجمهور.

 

من يتحمل مسؤولية ما حدث من فوضى في النسخة 20 من مهرجان "البولفار" بالبيضاء؟

الفوضى التي شهدها المهرجان، يتحمل مسؤوليتها القائمون على تنظيم "البولفار"، وهي نتيجة متوقعة للخطاب الذي تبنته التظاهرة الفنية لسنوات طويلة. فما حدث في التظاهرة الفنية ليس سوى أسلوب عنيف اختاره الجمهور للتفريغ عن مكبوتاته.

وكان يجب أخد هذه النتيجة بعين الاعتبار، أما حاليا فيتوجب على القائمين على القطاع الفني ومنظمي تظاهراته الالتزام بالإجراءات، يأتي الحسم في قضية أي ثقافة نريد واستحضار البعد الأمني في مثل هذه المناسبات وكذا إعادة النظر في الخطاب الإبداعي وفرض رقابة عليه.