سعيد منتسب: لستُ مِلحا، أنا رائحة..
وصلتني رائحتها وأنا أُعْجَنُ في رحمها. أشمها في الوحم، وفي ذلك الاضطراب الذي يعتري كل من رآها تنقع التين في ماء الزعفران، لتلتهمه على الريق كل صباح، وفي تجديد العهد كل ليلة مع قصع الباداز بأوراق الكرنب أو أزهار التين المجفف، وفي قدرتها على الدخول في نفق أثيري من امتزاج القديد بالكرداس، وفي طواجين الخوخ بالزبيب، وفي تلك الوقائع الغريبة التي تصنعها عصيدة الشعير بآكلها، وفي فتات الشطبة بالنافع وجنجلان والحلبة، وفي حساء البلبولة بالحليب والزعتر، وفي التركيبة الحمقاء للشب ...