الثلاثاء 23 إبريل 2024
جالية

من إسبانيا: رئيس جمعية أفريقيا كامينا يعلن أن أفريقيا قارة المستقبل 

من إسبانيا: رئيس جمعية أفريقيا كامينا يعلن أن أفريقيا قارة المستقبل  في الصور مصطفى سيسي مؤسس جمعية " افريقيا كامينا "
تنطلق جمعية " أفريقيا كامينا " في ممارسة عملها من خلال استراتيجية محددة ورؤية واضحة تستهدف محاربة الفقر والجهل والمرض ، وتسعى بكل ما  تملك من إمكانيات وما أتيح لها من وسائل أن تبني جيلا جديدا من الشباب الأفريقي يعمل على بناء أوطانه والنهوض به للوصول إلى الاعتماد على الذات والاستغناء عن المساعدات الخارجية تدريجيا .
" مصطفى سيسي" مهاجر سنغالي اختار اسبانيا بلدا للإقامة ، لكنه لم ينس دوره كمثقف للمساهمة في خلق مجتمع ديموقراطي حداثي في بلده الأصلي السنغال ، من خلال التركيز على مشروعات التنمية بصفة أساسية، والخدمات الاجتماعية من جهة أخرى ، والتنوير والوعي الثقافي من جهة ثالثة ، ومن ثم معالجة جذور المشكلات الناجمة عن عوامل التهميش ومعاناة الفقر ..في هذا الحوار مؤسس " افريقيا كامينا " ، يقربنا من نظرة جمعيته " أفريقيا تمشي" في سعيها نحو تحقيق استراتيجياتها في مجالات التنمية المجتمعية.
 
 بداية كيف جاءت فكرة إنشاء جمعية تنموية تهتم بالشأن السنغالي وأنتم باسبانيا ؟
يتميز العمل في أفريقيا بأنه عمل ميداني مباشر يتعاطى مع الوقائع على الأرض، لذلك فإذا كانت الحالة المأساوية التي تعيشها المجتمعات الأفريقية هي نتيجة لمثلث الدمار الإنساني ( الجهل والفقر والمرض ) فإننا بنينا رؤيتنا الاستراتيجية على مثلث الأمل في الحياة ( التعليم والعمل و الصحة) .
أنا من مواليد السنغال وعشت في ضواحي داكار، هذا يعني أني كنت شاهد عيان على مأساة ومعاناة الشعوب الأفريقية ، و تشربت حب المساكين و العطف عليهم .. ؛ وتأسيس هذه الجمعية حملته معي منذ الصبا ، من الحي الذي كنت أعيش فيه، فهناك شاركت في الأنشطة المتعلقة بالحركة النقابية وتنمية المجتمع ، لذلك كانت أمنيتي أن أكون يوما فاعلا في تنمية السنغال وأفريقيا بشكل عام . 
حين جئت إلى إسبانيا عام 2001 ، لم أفقد الاتصال ببلدي الأصلي ، وبالإضافة إلى ذلك ، كانت جميع الظروف قد اجتمعت لتحقيق الحلم ، الذي بدأ بفكرة ثم تطورت الفكرة بعد توسيع النقاشات ليتم إطلاق " افريقيا كامينا " في يناير 2010 ، ويتاح لي أن أبدأ في تنفيذ مشاريع تنموية لبلدي السينغال من اسبانيا . 
وفي الواقع فإنشاء " افريقيا كامينا " كان بمثابة تمرد للكسر مع ذلك التشاؤم الأفريقي والمطالبة بأفريقيا التي تقاتل وتتولى مسؤولية وجهتها بنفسها .
 
  تأسست الجمعية منذ 12 سنة ، ماهي الأوراش التي فتحتم وماذا أنجزتم منها ؟
لقد اعتمدت " افريقيا كامينا " في هيكلتها التنظيمية مبدأ الأفقية وقاعدتها الأساسية في نشاطها هي العمل الميداني لتوفير الحاجيات الأساسية ومحاولة معالجة النقائص التي تعاني منها الهوامش ، و فيما يتعلق بالمشاريع الجارية منذ عام 2010 يمكن الإشارة إلى الآتي :
توفير سيارات الإسعاف الطبية لأكثر المناطق فقرا في السنغال لأن إجلاء المرضى إلى المستشفيات كان أكبر عائق لولوج عالم الصحة .
الى جانب ذلك ، قمنا بتنظيم الكثير من أوراش عمل لبناء القدرات وتدريب النساء على مستوى (محو الأمية ، القدرة على تحويل المنتجات المحلية ، المحاسبة وإدارة المشاريع المدرة للدخل ... ) ، هذا وأطلقنا أكاديميتين لكرة القدم بنين وبنات ، وكما هو معلوم فكرة القدم ليست سوى ذريعة لإعادة تجميع الأطفال ونقل قيمهم نحو التضامن ، وروح الفريق ، والنضال من أجل تحقيق أهدافهم ، دون إغفال عنصرا مهما للغاية وهو تعزيز المدرسة للداخليات من الأكاديميات التي تيسرها " افريقيا كامينا " ، مع توفير كافة شروط الحياة المدرسية من كتب وأنشطة وحصص للدعم ..
 وفي المجال الصحي ومكافحة الأمراض والأوبئة قدمنا العديد من شحنات الأدوات الصحية المتنوعة للمستشفيات والجمعيات ... ؛ أما في مجال التأهيل والتدريب المهني فتعمل الجمعية على تدريب الشباب لاكتساب المهارات التي يحتاجونها للحصول على فرص عمل مناسبة توفر لهم حياة كريمة ، لذلك كنا على الدوام نفتح أوراش عمل للتدريب المهني للشباب في مجلات (علوم الحاسب ، كهرباء ، ميكانيكا ، ...) ، وبالموازة مع ذلك كله قمنا بحفر مجموعة من الآبار لإصلاح وتوفير مياه الشرب في الأحياء الفقيرة ، ويبقى مشروعنا الأخير والذي نتدرب على تنفيذه ، هو انشاء  إذاعة مجتمعية في منطقة دكار ومحيطها والتي ستتيح الوصول إلى المعلومات الأساسية ومنظمات التواصل المجتمعي ..
 
ما هي الصعوبات التي واجهتكم في عملكم الميداني ؟
من بين الصعوبات التي واجهتنا في البداية ، يمكن التأكيد على الافتقار إلى الإرادة الحقيقية والدعم المؤسسي من جانب الدولة وسلطات البلديات ، فضلا عن صعوبة مقابلة نظير جاد وصارم وملتزم ، وهو ما يفرض في الكثير من الأحيان الروتين البيروقراطي والبطء في تنفيذ المشاريع التنموية  ..
 
هل يمكنكم تبسيط رؤيتكم الاستراتيجية ، لأنه على ما يبدو تعملون على عدة مستويات : التعليم والصحة والشباب والمرأة، وهي مجالات يصعب الجمع بينها ؟
صحيح أننا نعمل في عدة مجالات يصعب دمجها ، لكن رؤيتنا الإستراتيجية واضحة للغاية : التعليم من أجل التنمية. 
والعمل الجمعوي يدخل ضمن المؤسسات الاجتماعية والثقافية ، ويشكل دعامة للمجتمع بخلق الأجواء الملائمة لتأطير الشباب لبناء مجتمع مسؤول يساهم في التنمية والتغيير والعمل على إدماج الشباب في عملية النمو الاجتماعي وفتح المجال للإبداع وإبراز قدرات الشباب على الخلق والابتكار لجعله أداة قوية للمشاركة ويتحمل المسؤولية مدركا لدوره في المجتمع بلورة إرادته للمشاركة في التطور والرقي وجعله مواطن محب لوطنه متشبع بقيم المواطنة .
ونحن مقتنعون بأن مشكلة أفريقيا هي تدريب مواردنا البشرية للاستعداد لمواجهة تحديات ومتطلبات عملية التنمية المستدامة ، لذلك فنحن نصر على التدريب المهني وتنظيم أوراش عمل حول التربية من أجل البيئة  المواطنة ..
 
هل للجمعية دور حزبي أم سياسي ؟
خلال هذه الأعوام ، اكتسبنا احترام السكان وكذلك احترام الدولة والبلديات التي تعترف اليوم بعملنا ، بل أصبحت تتقرب إلينا طالبة تدخلنا ، لذلك كان من المفروض علينا توقيع  اتفاقيات شراكة مع العديد من المدن والادارات بالسنغال لمرافقتها في مشاريعها التنموية وإيجاد تمويل لاخراجها لحيز الوجود ، لكن نود هنا أن نوضح شيئا أساسيا ، هو حصرنا الشديد أن نبقى على قدر كبير من الحياد السياسي تجاه الأحزاب ، وما نقوم به هو إعلام الناس وتوعيتهم بأهمية ممارسة حقهم في التصويت .
وتجدر الإشارة هنا الى أن  جمعية Keur Massar Africa Nitte تمثلنا في السنغال لمدة 5 سنوات ، وتقوم بعمل استثنائي تحت إشراف الرئيس "Chingo Sy ".
 
بناء على خبرتكم ، ما هي آمالكم بالنسبة لمستقبل إفريقيا ؟
نعتقد أن إفريقيا هي قارة المستقبل ، لكن يجب أن نتخذ تلك التدابير التي تضمن الحقوق الأساسية للأطفال واليافعين في التمدرس والصحة  مع تقوية القدرات المؤسساتية للفاعلين التنمويين مع المساهمة في تكريس ثقافة حقوق الإنسان .