السبت 20 إبريل 2024
جالية

مغاربة العالم يشتكون من " ابتزاز " و" جشع " بعض الأئمة خلال شهر رمضان

مغاربة العالم يشتكون من " ابتزاز " و" جشع " بعض الأئمة خلال شهر رمضان
أفاد بعض أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج أن الجمعيات التي تعنى بتدبير شؤون المساجد تجد صعوبات بالغة في إيجاد أئمة خلال شهر رمضان، حيث يطالب بعض الأئمة بمبالغ ضخمة تصل أحيانا إلى 3000 أورو خلال شهر رمضان وفق ما كشفته بعض المصادر لجريدة " أنفاس بريس "، وفي هذا الإطار توصلت جريدة " أنفاس بريس " بتسجيل صوتي تدور من خلاله عملية تفاوض بين مسؤول عن إحدى الجمعيات المغربية بإيطاليا وإمام مغربي والذي أصر على طلب مبلغ 3000 أورو لقاء خدمة الإمامة خلال شهر رمضان، وبعد أخذ ورد بين الطرفين، ختم الامام المحادثة الصوتية بالقول : " هذا يسحاب ليه أنا كانعس غير في الطوموبيل، يكول 300 أو 400 أورو ونقول ليه بسم الله.. أسير أعمي والله ما كانت عند 3000 أورو لا ركعتي من موراه...".

وضع أثار استياء كبيرا لدى المغاربة المقيمين بالخارج، علما أن ممارسة " الابتزاز " لقاء خدمة دينية لفائدة المصلين خصوصا في بلدان غير مسلمة يتنافى مع مقاصد الشرع، كما يتنافى مع منظومة القيم الدينية التي تربى عليها المغاربة، حيث دأبوا على العناية بالأئمة على مر العصور وتمكينهم من مختلف ما يحتاجون أليه من مأكل وملبس ومشرب ومسكن دون أن يحتاج الأئمة إلى الدخول معهم في عمليات رياضية تعد أقرب إلى عالم التجارة منه إلى المبادئ الدينية القائمة على التطوع لخدمة المسلمين، بل إن المغاربة أضحوا مضرب الأمثال من خلال عمليات وقف شهيرة لحمامات وأفرنة وأراضي فلاحية لخدمة المساجد والأئمة، حيث يشير المؤرخ عبد الهادي التازي في كتابه "جامع القرويين: المسجد والجامعة بمدينة فاس"، إلى أن حيازة جامع القرويين لأوقاف، جعلته مستقلا ماليا عن خزينة الدولة، بل إن " الدولة اقترضت في مراحل تاريخية مختلفة من خزينة جامعة القرويين التي أفاضت منها على سائر مساجد فاس وسرت أوقافها الزائدة حتى المسجد الأقصى بالقدس، وحتى الحرمين الشريفين مكة المكرمة والمدينة المنورة".

إن ما يقع في أوروبا من مضاربات في أسعار الإمامة خلال شهر رمضان يجعل المرء يتألم حسرة ووجعا لهذا الواقع الذي يصيب القيم الدينية للمغاربة في مقتل، ويعطي صورة مزيفة عن الإسلام والمسلمين، وعن التدين المغربي، ووجود أئمة يطغى عليهم الجشع يقودنا للتساؤل عن دور وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في مراقبة نشاط الأئمة بالخارج وعن الشروط التي وضعتها للإمامة بالخارج، علما أن هؤلاء أوكل إليهم دور تقديم خدمات دينية للمغاربة لقاء أجر معقول وليس  ممارسة الابتزاز و مراكمة الثروات.