الخميس 28 مارس 2024
فن وثقافة

احمد الناهي: حفظ الذاكرة والبحث في التراث..  مجال اشتغال مكتبة بني خلوك بسطات

احمد الناهي: حفظ الذاكرة والبحث في التراث..  مجال اشتغال مكتبة بني خلوك بسطات احمد الناهي محافظ مكتبة بني خلوك خلال اللقاء
نظم مختبر المغرب العالم الخارجي التابع لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك." جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء" لقاءا إستضاف خلاله  احمد الناهي محافظ مكتبة بني خلوك دائرة البروج إقليم سطات (باحث في التاريخ ومترجم )، وقد أطر هذا اللقاء  خالد السرتي مدير المختبر مختص في العصر الوسيط بكلية بنمسيك، وذلك يوم الجمعة 25 مارس 2022  برحاب قاعة شعبة التاريخ بالكلية:

في البداية رحب خالد السرتي بالضيف احمد الناهي؛ الذي ظل  دائما خدوما ومساعدا للأساتذة الباحثين من خلال تنظيم  لقاءات  في المنطقة حيث حول بنشاطه وشغفه بالبحث "قرية " بني خلوك إلى مجال إستقطاب لخيرة الأساتذة والباحثين عبر الملتقيات الفكرية للشاوية ،ونجاح مجمل الندوات في الحقل التاريخي والثقافي والسوسيولوجي وهو ما لم تنجزه مدن كبرى ، كماأشاد  بمجموعة من الأطر التي تشتغل لفائدة دعم البحث العلمي، وذكر منهم رئيس الجماعة عبد الرزاق بناجح رئيس الجماعة (بني خلوك) و الأطر والموظفين وساكنة المنطقة.

من جهته شكر المحافظ احمد الناهي بدوره المختبر والكلية والحضور من طلبة الماستر: الدبلوماسية في تاريخ العلاقات الدولية للمغرب (من العصر الوسيط إلى اليوم ) وطلبةالدكتوراه  على استضافتهم له ،وأعطى في البداية صورة مركزة عن سير البحث في الوثائق الأجنبية  الذي اعتبره عملا طويلا إتخذ مسار التحدي  منذ 2014  عبر جمع الوثائق ، وذلك منذ إفتتاح المكتبة بشراكة مع وزارة الثقافة والمجلس الجماعي كمرفق لفائدة ابناء المنطقة، مشيرا إلى  إشتغال المكتبة  وفق مقاربة حديثة في التصنيفات الدولية للمكتبات، كما أشار الناهي إلى  الورشات التي أطلقتها هذه المكتبة رغم الظروف الصعبة لتواجدها بمنطقة بعيدة عن المركز ،مشددا على إلتفاف ثلة من خيرة المثقفين من المغرب وأساتذة جامعيين من اجل تحقيق مشروع طموح يتعلق بحفظ الذاكرة والبحث في التراث منذ 2017 ،وذكر الناهي بأن هذا العمل راكم  منشورات هامة وصلت لستة منشورات بإشراف جامعات الحسن الثاني الدارالبيضاء والحسن الاول سطات التي  استقطبت معا  عددا مهما من المؤرخيين والأدباء وفلاسفة وايضا عدة باحثين في حقول الأنثروبولوجيا والسوسيولوجيا
وركز احمد الناهي في مداخلته  على شقين  هامين في التراث " المادي واللا مادي" وعبر رحلة البحث تابع الطلبة الباحثون بتشويق نضال من حملوا مشعل الدفاع عن الثقافة والبحث وتضحياتهم ،(وتمثلت مداخلة الاستاذ احمد الناهي بتقديم شهادات في حق عدة أسماء وازنة على المستوى الوطني التي احتضنت هذه المجالات البحثية ،ثم عرج الباحث  على تجربة ترجمة كتاب "بول طوريس" الذي لم تكن عملية ترجمة للمتن بقدر ما هو ورش بحثي في كل تفاصيل هذا الكتاب الهام الذي وقف فيه المتدخل  على مجمل إحالات بول طوريس  محاولا التدقيق فيها ومعاودة رسم خطوات بحث طويل بمعية الأستاذ عبد الله أميدي  .

كما وقف  الناهي من جهة أخرى عند معطيات جديدة في الكتابات الأجنبية أهمها الرحلة العسكرية التي قامت بها إيطاليا لمنطقة الشاوية، واستطاع أبناء المنطقة الوصول إلى وثائق بالكاد رفعت عنها السرية لتعيد لنا بناء رؤية لم يكن من المتوقع الوصول إليها، حيث تمكن من الوصول إلى وثائق في مبنى روما ،مع وصف دقيق لهذا الحدث الهام ،وأوضح الناهي أن دور الكتابات الأجنبية يعتبر مهما للباحثين بغض النظر عن التوجهات الكولوليانية التي سيحرص الباحث النبيه إلى فهمها والفصل بين المعطى العلمي والتوجهات الإيديولوجية الكامنة بين ثنايا المتن .

كما تطرق  الباحث إلى عناوين  الكتابات التي بحوزة المكتبة والتي تستدعي من الطلبة العمل على مقاربتها وترجمتها والوقوف على أهميتها ، على اختلاف سياقاتها التاريخية وظروف كتابتها، وايضا دراسة تجمع بين ضبط خرائط القبائل واصولها والحقب التي مرت على الشاوية وتامسنا قبلا والمعطيات الديمغرافية  والمجالية .

هذا وقد اكتسى اللقاء طابعا علميا أعطى أهمية كبرى لمنهجية الترجمة التي لا تقوم فقط  على التمكن من اللغات بالرغم من أنها شرط أساسي، ولكن ايضا بضرورة الوقوف على الإحالات والهوامش ، من خلال البحث فيهاومعالجتها و إضفاء الصبغة الابستيمية والوقوف في الإصطلاح والمفهوم والمتن ،ثم تتبع خطوات الباحث الأصلي وكيفية العمل على جمع المعلومات اي القيام بنفس مساره وتنقلاته هذا المعطى مهم  للغاية.

ولم ينس الأستاذ الناهي اهمية الأرشيف وطرق الوصول إليه ومتابعة البحوث العلمية وضرورة الاطلاع اليومي على الدراسات والمنشورات العلمية التاريخية ،باعتبار أن البحث هو رسالة سامية تتطلب التضحية والعطاء .
واعطيت الكلمة لطلبة الدكتوراه و الماستر حيث تدخل العديد منهم عبر تساؤلات وإضافات ،ليختتم اللقاء  السرتي الذي نوه بمداخلة محافظ مكتبة بني خلوك  أحمد الناهي،ومحفزا في نفس الوقت الطلبة على ضرورة البحث والتنقيب في الوثائق والكتابات الأجنبية،وضبط لغاتها لأن اللغة مهمة لأي باحث في التاريخ .