الاثنين 25 نوفمبر 2024
جالية

إلى أسامة كوبنهاكن...!!

إلى أسامة كوبنهاكن...!! أسامة كوبنهاكن(يسارا)
الفقر ليس عيبا ولكن العيب من يقول في بلاده ما لم يقله مالك في الخمر...
اريد فقط أن أسألك أقبل رحيلك لإيطاليا هل كنت تأكل وجبة واحدة طول النهار والليل؟!
اريد أن أسألك فقط هل قبل رحيلك إلى إيطاليا كنت لا تجد ما تلبس؟ وهل كنت تنام في الشارع؟!
أريد أن أسألك هل طرقت يوما باب مغربي ووجدته ميتا من الجوع والعطش؟!
وصفت الدار البيضاء أنها كاريان مفتوح ووصفت أن المغرب كله جوع ولا شيء فيه فهل كبرت بالجوع وحتى وأنت تقوم بفتح قناتك من جعلك تكبر لولا هؤلاء المغاربة؟!
تقول إن إيطاليا فيها كل شيء المغرب لا شيء فيه والناس تموت بالجوع والمجاعة.. َتقول إن المغاربة الذين في إيطاليا أتوا اليها هروبا من الجوع... وهم الذين حملوك على اكتافهم احتفاء بك وأسأت لهم قبل أن تسيء لنفسك... وهم من تأخذ منهم ما تقاتلت به مقابل حلق رؤوسهم والمتابعات والمشاهدات في اليوتوب والانستغرام التي تتقاضى منها ما يتقاضاه موظف سام في الدولة...
نسيت أن بفضل المغاربة مغربية فتحت لك مشروعا استثماريا مربحا وتنكرت لها كما تنكوت للمغرب والمغاربة (الجيعان لن يشبع ولو بمال قارون).. 
انا اكلمك بحكم تجربتي ولأنه سبق لي أن سافرت إلى إيطاليا وخرجت لي الإقامة ورفضتها وعدت لوطني رغم انني أتيت من الفقر والبادية، ولكن الفقر ليس عيبا... وأقول لك إيطاليا كما كل بلدان العالم فيها الفقر وفيها الغني وفيها الأماكن الجميلة والاماكن المتسخة... ولكنك ذهبت لمكان واحد وأصدرت الأحكام وانت لم تكمل سنتك بعد... 
العيب هو أن تكذب على وطنك وتبيعه كما يباع الشرف في سوق النخاسة...
ربما بريق إيطاليا والنجومية الزائفة انستك تربية والديك وانستك الأخلاق والدين والاعتراف...
المغرب كبير عليك وعلى امثالك ومن يبيع وطنه لمجرد مرور تلفزي يبيع كل شيء...
حتى الاعتذار للمغرب والمغاربة في إيطاليا أو المغرب لن يغفر لك كل ما نعثهم به...
ختاما أقول لك إن بريق الشهرة لن يدوم ولا إيطاليا تدوم ولكن ما يدوم هو الوطن فهو بمثابة الأم. فمهما فعلت لنا لن نقلل احترامنا عنها...
لقد فقدت احترامك لنفسك قبل احترامك للمغاربة الذين هم من جعلوك تصل لإيطاليا ولما أنت عليه.