الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

الحسين كنون: الصحراء..المغرب يحصد نتائج الرؤية الملكية في رفض ازدواجية الخطاب في علاقته الدولية

الحسين كنون: الصحراء..المغرب يحصد نتائج الرؤية الملكية في رفض ازدواجية الخطاب في علاقته الدولية الحسين كنون
أوضح الحسين كنون، رئيس المرصد المغاربي للدراسات الدولية، بأن اعتراف إسبانيا بأهمية مبادرة الحكم الذاتي لتسوية النزاع المفتعل حول الصحراء، يعتبر انتصارا للدبلوماسية المغربية وتجاوبا صريحا مع الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى الـ46 للمسيرة الخضراء الذي أكد فيه أنه لن يقبل بإزدواجية الخطاب لبعض الدول.
وذكر كنون في اتصال مع "أنفاس بريس" بأن رسالة رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز، تعد اعترافا صريحا بمقترح المغرب وأحقيته على صحرائه، وأن النزاع المفتعل لن يحل إلا بقبول مبادرة الحكم الذاتي التي وقع عليها إجماع دولي وأممي. وأن الخطاب الملكي السالف الذكر بمناسبة الذكرى الـ46 للمسيرة الخضراء تضمن عبارات صريحة بأن المغرب في تعاقده وتشاركه مع كل دول العالم وباقي المنظمات، "لن يقبل بازدواجية الخطاب، بل على شركائه أن يكونوا واضحين في المواقف".
واسترسل المحلل السياسي قائلا بأن هذه الرسالة هي بمثابة صفعة قوية لخصوم الوحدة الترابية الذين كانوا يشوشون على الموقف الإسباني، كما أنها ستعطي دفعة قوية لقضية الصحراء المغربية، وبالتالي فموقف إسبانيا سيشكل دفعة قوية لباقي دول الاتحاد الأوروبي، من أجل المضي في نفس الاتجاه.
ويبدو يضيف كنون أن الرسالة وصلت إلى من يهمه الأمر، ويتبين ذلك من خلال موقف ألمانيا بمجرد صعود "ولاف شولتز، مستشار ألمانيا الجديد..الذي عبر عنه من خلال بلاغ على أن ألمانيا تدعم العلاقات المغربية الألمانية وتدعم الحكم الذاتي وفق القرار 26 02 الصادرعن الأمم المتحدة ،وخاصة مجلس الأمن ،كما أن رسالة رئيس ألمانيا.. فالتر سنايترز التي بعثها بدوره إلى الملك محمد السادس أكد فيها على أن ألمانيا تدعم المقترح المغربي المتمثل في الحكم الذاتي، والذي وصفه هو كذلك بالمبادرة الجدية، وهكذا من خلال الموقف الإسباني والألماني يتبين أن الدولتين بصفتهما عضوتين بالاتحاد الأوروبي تعتبران أن المعرب الشريك الموثوق به والصديق القريب في البحر الأبيض المتوسط؛ وبالتالي فإن هذه المواقف سواء تعلق الأمر بألمانيا او إسبانيا يمكن أن تعطي دفعة قوية على جميع الأصعدة وعلى جميع المستويات.
وحول موقف فرنسا أبرز كنون بأنه يمكن القول بكل تأكيد على أن فرنسا ستخرج في الشهور القادمة بموقف واضح، وإن كانت فرنسا وبكل موضوعية لم يسبق لها أن سجلت موقفا ضد المغرب على اعتبار ان فرنسا عضو دائم في مجلس الأمن ولم يسبق لها أن صوتت ضد المغرب، وإنما كانت تدعم بكل الطرق المقترح المغربي..
ولكن الآن يردف كنون في إطار هذا الوضوح وفي إطار تشكل النظام العالمي الجديد المطلوب من فرنسا أن تخرج بموقف واضح من شأنه أن يبين دعمها للمقترح المغربي المتمثل في الحكم الذاتي، حتى نخرج من تلك الازدواجية في الخطاب أو الضبابية ؛ويرى المحلل نفسه أنه في إطار تشكل نظام عالمي جديد ستعرف العلاقات الأوروبية المغربية سواء منها العلاقات الأحادية الثنائية، أو كل الدول التي تربطها مع المغرب علاقات كمجموعة السبع والإلحاد الأوروبي كقوة إقليمية اقتصادية سياسية، ومن شأن هذه المواقف أن تدفع هذه العلاقات نحو المزيد من إبرام المزيد من الاتفاقيات المتعددة التجارية الاقتصادية السياسية والدبلوماسية وما إلى ذلك.
وأكد رئيس المرصد المغاربي للدراسات الدولية أن السياسة الدبلوماسية المغربية بمختلف درجاتها وعلى رأسها السياسة الدبلوماسية الملكية قد أعطت النتائج المرجوة بكل موضوعية، ونحن الآن تحصد هذه النتائج وثمارها على مستوى الأرض والدليل على ذلك هو أن هذه
الإعترافات أصبحت متتالية غربا وشرقا من دول أفريقيا ومن جامعة الدول العربية، والبرلمان العربي ومن مجلس التعاون الخليجي والإتحاد الأوروبي، ومجموعة من الدول العظمى، ومن دول أمريكا اللاتينية وجزر الكاريبي التي كانت لها مواقف سابقة متذبذبة، والآن تخرج وبشكل واضح وتدعم المقترح المغربي وتدعم العلاقات وعينها على المغرب باعتباره منصة جاذبة للاستثمار الإقليمي والدولي، وأنها البوابة السلسة للدخول إلى الاستثمار في أفريقيا.
ليختم محدثنا متفائلا بأن الخير كل الخير في المستقبل وفي جعل المغرب دولة محورية رائدة في شمال إفريقيا بل وجالب للاستثمار الدولي، والدولة المطلة بشكل سلس على الاستثمار في الأقاليم الجنوبية ومن خلالها الاستثمار في العمق الإفريقي.