Thursday 17 July 2025
مجتمع

محمد وسرغين لرئيس الحكومة: كفاكم استهزاءً بأوجاع الجبل!

محمد وسرغين لرئيس الحكومة: كفاكم استهزاءً بأوجاع الجبل! عزيز أخنوش رئيس الحكومة ( يمينا) ومحمد  وسرغين ومشهد لمسيرة ساكنة آيت بوكماز
تفاعلا مع تصريح رئيس الحكومة عزيز أخنوش بمجلس المستشارين حول مسيرة ساكنة آيت بوكماز، استنكر محمد  وسرغين، نائب المنسق الوطني للائتلاف المدني من أجل الجبل ما اعتبره "استخفافا واستهزاء" بساكنة الجبل ومعاناتهم
جريدة "
أنفاس بريس" تنشر جواب محمد وسرغين على كلام رئيس الحكومة....
 
"رئيس الحكومة رآه صبرنا بزاف على كلامك. 
بكوني ابن الجبل يا رئيس الحكومة
أدعو مستشاريك أن يُطلعوك على هذا الرد.
"كفاكم استهزاءً بأوجاع الجبل!"
ردنا نحن أبناء الجبل على استخفاف رئيس الحكومة المغربي بمعاناة ساكنة أيت بوكماز:
حين يتحوّل رئيس الحكومة من موقع المسؤول الأول عن السياسات العمومية إلى ساخر من احتجاجات المواطنين، ومن مطالبهم البسيطة إلى مادة للفكاهة تحت قبة البرلمان، ندرك جيّدًا أن الشرخ بين "الرباط" و"الجبل" أصبح أعمق مما نتصور.
السيد رئيس الحكومة،
هل تحوّلت الكرامة إلى نكتة؟ هل باتت المطالبة بحق في "الريزو" أو ملعب أو مستشفى ترفًا يُستهزَأ به في المؤسسات الدستورية؟
ردّكم الأخير على احتجاجات ساكنة أيت بوكماز لا يُمثّل فقط سقطة تواصلية، بل هو إعلان صريح عن قطيعة مؤلمة مع المغرب العميق. نحن لا نطلب معجزة، نحن نطلب أبسط الحقوق: الماء، الطريق، التعليم، الصحة، الشبكة الهاتفية والانترنت ، والاحترام!
إن خروج ساكنة أيت بوكماز سيرًا على الأقدام لعشرات الكيلومترات في مسيرة سلمية راقية، ما كان ليحدث لولا الإهمال المزمن، والتهميش الهيكلي، والانفصال الفعلي بين السياسات المعلنة والواقع المرير.
ردّكم يا رئيس الحكومة لا يعكس إلا عمق الأزمة:
أزمة رؤية: لأنكم لم تفهموا بعد ماذا يعني أن تعيش في دواوير بدون طرق، ولا ماء، ولا تغطية هاتفية.
أزمة إنصات: لأنكم بدل أن تفتحوا آذانكم لمعاناة المواطنين، فتحتم أفواهكم للتهكم والسخرية.
أزمة عدالة مجالية: لأن الجبل لا يزال حبيس شعاراتكم، ولم تنله بعد يد التنمية التي تتحدثون عنها، إلا على الورق أو في الخطب.
السيد رئيس الحكومة،
أن تنام ليلة أو ليلتين في دوار جبلي يومًا ما، لا يعطيك لا الشرعية ولا السلطة الأخلاقية للتقليل من شأن مطالب ساكنته. أنتم لستم ضيوف شرف في الجبل، أنتم مسؤولون أمامه، وعليكم واجب خدمة مواطنيه، لا التنكيت على معاناتهم.
والأدهى من ذلك، أنكم تحاولون إلصاق فشل سياساتكم بالتقاعس المحلي، وكأن رؤساء الجماعات وحدهم يتحكمون في ميزانية "صندوق تنمية العالم القروي"، أو يملكون مفاتيح الوزارات والبرامج المركزية.
إلى من يهمه الأمر:
نحن أبناء الجبل لسنا رعاعًا، ولسنا هواة نزهات في الممرات الجبلية، ولسنا غوغاء تسوقهم الشعارات. نحن مغاربة، لنا حق في الوطن، لنا حق في الخدمات، لنا حق في الكرامة. وإذا كانت الاحتجاجات تُزعجكم، فراجعوا سياساتكم قبل أن تلوموا صدى صراخ الجوع والإهمال.
وختامًا،
نقولها لكم كما قالها  محمد الديش  المنسق الوطني للائتلاف المدني من أجل الجبل وابن الجبل:
نعتذر نيابة عن ساكنة الجبل، لأنهم لم يفهموا بعد حجم تضحياتكم الجبارة… ولم يستوعبوا بعد أن "الريزو" والملعب هما دليل على النكران وجحود النعمة، وليس حقًا بسيطًا من حقوق المواطنة.
فليكن واضحًا: الجبل لن يسكت، والصوت الذي وصل إلى قبة البرلمان، سيصل إلى كل بيت في هذا الوطن.
عن أبناء الجبل
أيت بوكماز، أيت عبدي، أيت حديدو، أيت يحيى، أيت مرغاد، أيت عطا، أيت سغروشن، أيت امكيل، أيت ازدك..."