الخميس 25 إبريل 2024
خارج الحدود

خبراء يسلطون الضوء على خلفيات الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا

خبراء يسلطون الضوء على خلفيات الصراع الدائر بين روسيا وأوكرانيا الشرقاوي الروداني (يمينا) وعبد الحق الصنايبي يرصدان التوتر الروسي الأوكراني

قال عبد الحق الصنايبي، الخبير في الدراسات الاستراتيجية والأمنية، في تصريح لقناة "ميدي 1 تي في"، بأن الولايات المتحدة الأمريكية تراهن على إخضاع أوكرانيا لبناء جدار جيو-استراتيجي أمام التمدد الروسي، إلى جانب اعتمادها على أوروبا لكبح التمدد الروسي، بالإضافة إلى اعتمادها على إيران وتركيا لبناء جدار جيو-استراتيجي أمام التمدد الصيني؛ وبالتالي فإن أوكرانيا أصبحت تعتبر بالنسبة لروسيا عمقا آخر، وبالتالي فهي حاولت تحصين جميع حدودها في منطقة أوكرانيا.

 

وأوضح أن روسيا اعتمدت استراتيجية شيرمان، أي أنها وضعت المجتمع الدولي في حيرة، وبالتالي فلا أحد كان يتوقع أنه سيكون هناك غزو مباشر، فلجأت إلى دعم الانفصاليين والاعتراف بهم لاعتبار مؤسساتي وقانوني، وبالتالي هناك إمكانية لربط اتفاقيات معهم لشرعنة تواجدها العسكري من داخل أوكرانيا.

 

وأضاف أن أوكرانيا هي الحلقة الأضعف في هذا الصراع، فلا هي استفادت من انضمام كلي للاتحاد الأوروبي وللناتو، ولا هي استفادت من الدعم العسكري للغرب ولا هي بقيت الى جانب روسيا، حيث قال رئيس أوكرانيا من قبل بأنه لم يتوصل بالدعم العسكري من دول الغرب؛ مشيرا بأن الحدود بين أوكرانيا وبين المجال الحيوي لروسيا هي 2200 كلم، وهي مسافة كبيرة، والمسافة بين إقليم دونتيسك ولوهانسك وروسيا هي 200 كلم، وهي المنطقة التي اعتبرت روسيا أنها أمنتها.. مضيفا بأن روسيا تنصلت من التزاماتها في ما يتعلق باتفاق مينسك 1 ومينسك 2، لأنها تعترف بالسيادة الأوكرانية على إقليم دونتيسك ولوهانسك.

 

وقال الصنايبي إن روسيا تحاول تجاوز الأحادية القطبية عبر التنسيق الروسي – الصيني ومحاولة فرض نظام متعدد الأقطاب، على اعتبار أن أوكرانيا بالنسبة لروسيا هي بمثابة تايوان بالنسبة للصين، وهو ما يفسر محاولة الولايات المتحدة الأمريكية التقليل من الخطر الروسي والصيني من خلال دعم حلف شمال الأطلسي ومن خلال دعم بعض الدول ذات المرجعية الدينية الخفيفة مثل تركيا وايران وبالتالي بناء جدار جيو-استراتيجي عمودي لوقف ما يسمى بخط الحرير أو التمدد الصيني.

 

وأشار أيضا أن روسيا نجحت في احتواء أكرنيا، فجميع الدول المحاذية لروسيا تحت النفوذ الروسي (بيلاروسيا، شبه جزيرة القرم، مولدوفا)، وبالتالي لم يعد هناك سوى ممر صغير لأكرانيا مع رومانيا (بضع كيلومترات) مما يجعلها تتواجد ضمن فضاء حيوي لروسيا .

 

من جانبه أوضح الشرقاوي الروداني، الخبير في الدراسات الجيو-استراتيجية والأمنية، أن أوكرانيا هي جزء صغير من لعبة كبيرة وجزء من الرهانات الجيو-استراتيجية للدول الكبرى، خاصة أننا نعلم أن روسيا تريد خلق نقطة ارتكاز جديدة في المنطقة على اعتبار الصراع الكبير في المحيط الهندي والهادي وحول المتوسط وحول القارة الإفريقية وهي مناطق جد مهمة في النظام الدولي الذي بدأ يتشكل ما بعد كورونا.

 

وأضاف أن روسيا اليوم تريد إضعاف حلف شمال الأطلسي، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي نعيش فيها مثل هذه الأزمة التي تعتبر أزمة قديمة/ جديدة؛ مذكرا بما وقع عام 2008 عندما قامت روسيا بالاعتراف بجمهورية ابخازيا وجمهورية اوسيتيا الجنوبية في جورجيا، وبعد ذلك مشكل جريمة القرم سنة 2014، والتوقيع على اتفاقية مينسك، وهي اتفاقيات أعطت لمنطقة دونيتسك ولوهانسك امتيازات سياسية لكن تحت العلم الأكراني.. وأشار إلى أن روسيا قامت بتجنيس حوالي 700 ألف شخص من منطقة دونتيسك ولوهانسك من أجل كسب الصراع، وهو أمر متوقع على اعتبار أن حلف شمال الأطلسي يريد خلق توسع جديد من خلال دخول أوكرانيا إلى هذا الحلف، هذه الأخيرة التي تعتبر سلة غذاء الأوروبي والعالمي على اعتبار أنها دولة مصدرة للحبوب والشعير، وهي دولة محورية في معادلات جيوسياسية أوروبية، وبالتالي كان من المتوقع هذه الخطوة التصعيدية من روسيا لخلق موازين قوى جديدة في المنطقة، وإحراج الولايات المتحدة الأمريكية مع حلفائها الأوروبيين وخلق استراتيجية جديدة في محور جديد روسيا/ الصين، خاصة أنه كانت هناك مناورات عسكرية بين الصين وروسيا تسمى بمناورات البحر المتحد...