الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

يوسف غريب: تبون بواب الجزائر المكلف.. بغلق الأبواب!!؟

يوسف غريب: تبون بواب الجزائر المكلف.. بغلق الأبواب!!؟ يوسف غريب
جاء في حديثه حول العلاقة مع الجار الغربي: إنها لا تسير نحو الانفراج، بل زادت حدتها بسب البروباغاندا الممارسة من طرف صحافة المغربية والأجهزة الموالية للنظام المغربي الذي يتخذ من الكيان الصهيوني شريكا له.
وأضاف: كل من يحاول الضرر بالجزائر سنبقي الباب مغلقا أمامه مستحضرا المثل الشعبي(الباب لي ايجوكم منة الريح سُدَّة وارتاح).  
هذا هو جواب الرئيس تبون في عادته الشهرية مع الصحافة المحلية هناك عن سؤال.. (والأزمة مع المغرب…؟)  
وحرف الواو في السؤال جعل الجملة معطوفة على ما سبق ذات الصلة بانعقاد القمة العربية بالجزائر. 
هذا الربط الغبي من الصحفي، أوقع رئيس بلاده في تناقض صارخ ومضحك جعله ينتقل بسرعة من قائد عربي حامل لواء جمع الشمل العربي وبلغة حماسية مفرطة حد القول بأن الجزائر مفتوحة لكل الأشقاء العرب.. وبسرعة يعلن إغلاق الباب على الجار عبر مثال شعبي متداول..  
هو وحده الرئيس تبّون من له هذه القدرة الخارقة  في قول الشيء ونقيضه وفي جملة واحدة دون أدنى حرج أو وخزة ضمير.. ودون أن تكون الجرأة للصحافي أن يسأله عن كيفية حضور المغرب لهذه القمّة إذا كان الباب قد أغلق نهائيا حسب تعبيرتبون..  
 هو السؤال الغائب/ الحاضر لهدم كل كلامه حول إمكانية انعقاد القمة أصلاً بالجزائر أم لا..  
وقد نسي الرئيس أنه أخبر الجميع بانعقادها في شهر مارس.. وها هو يعلن تاريخا جديدا مفتوحا على الأشهر الثلاث الأخيرة  من هذه السنة..  
هذا التراجع  في التاريخ ومن فم الرئيس  يكفي للقول بأن الأبواب الحقيقية مغلقة في وجهكم بالرغم من كل محاولات التوسل والترغيب لا يسمع الرحالة لعمامرة إِلَّا جملة واحدة ووحيدة.. الطريق إلى قمة الجزائر يمر عبر الباب العالي بالرباط.. وبيننا أواسط مارس المقبل السيد الرئيس..  
وما دمنا في موضوع الأبواب والرياح فإننا في المغرب نتشاءم بالريح الشرقي- الشرگي الآتية من جهتكم وكان بالأولى أن نغلق نحن هذا الباب.. ورغم ذلك حافظنا رسميا وشعبا على شعرة معاوية من أجل المستقبل القريب..  
ومن جهتنا نحوكم  لا تأتي  إلا الرياح الغربية المعتدلة الحاملة لأمطار الخير والغيث..  
وفي العمق قد يكون هذا المثال الشعبي ترجمة حقيقية لحالة الوهن والضعف وفقدان الثقة في أكبر قوة ضاربة هددتنا بالعقاب قبل أشهر وبالرد بالمثل وأكثر على حادثة الشاحنتين..  
وقد يكون غلق الأبواب تعبيرا عن إلياس والفشل في كل مخططات التقسيم والمناورة ضد وحدتنا الترابية طيلة نصف قرن هو عنوان هزيمة مشروعكم الانفصالي .
هو أيضاً عنوان إيجابي جدّاً وأنتم تغلقون هذا الباب  سنستريح نحن أيضاً من هلوساتكم وعقدكم..  
علماً أنّه لم يبق أي باب لم تغلقوه في البر كما الجو والبحر.. إِلَّا أفواهكم للأسف الشديد ما زالت مفتوحة على مصراعيها وأقصد الرسميين في جهاز الدولة وأبواقها الإعلامية في المقابل لن تجد تصريح عداء صادر عن مسؤول مغربي ولو في أدنى الرتب..
فنحن على النقيض سيادة الرئيس الغلاّق.. ونعرف جيّداً أن المغرب كُلَّمَا فتحنا بابا من أبواب أفريقيا ارتفع منسوب الإغلاق والانغلاق لنظامكم..  
ونعرف أن عودتنا للاتحاد الإفريقي من بابه الواسع أخرج الجزائر من الباب الخلفي لهذه المنظمة القارية.. وآخرها القمة الأخيرة وثلثي دول إفريقيا مع المغرب خلال خمس سنوات من عودتنا .
هي النتيجة التي جعلتكم اليوم تقرون إغلاق الباب عن رياح النجاحات الدبلوماسية المغربية المبنية أساساً على فتح الأبواب كل الأبواب للجميع ومع الجميع بما  يخدم مصالحنا الوطنية وأمننا القومي وفق اللاءات الثلاث التي جاءت في الخطاب الملكي الأخير..  
وليس هذا الموقف وليد اليوم.. ولعل أبواب أغلبية  المدن المغربية التاريخية شاهدة على ذلك.. من حيث عمارتها الباذخة وعلوها الشامخ.. كل ذلك من أجل استقبال القادمين والترحيب بهم..  
هو المغرب.. الذي استطاع بفضل هذا الانفتاح أن يتجاوز احتياطه هذه السنة من العملة الصعبة بلدكم البترولي الذي لا يتعدّى عندكم 41 مليار دولار كما صرحتم به هذا المساء  وزايد فيها بالإغلاق.
 سؤال أخير: يا سيد تبون هل أنت رئيس..!؟
 أم بوّاب…