الأحد 5 مايو 2024
كتاب الرأي

نور الدين الطويليع: إلى جنة الخلود رياننا الحبيب

نور الدين الطويليع: إلى جنة الخلود رياننا الحبيب نور الدين الطويليع
أي عظيم أنت الذي ملأت الدنيا وشغلت الناس، واستوطنت قلوب الملايين، وجعلت الألسنة رطبة بدعاء الجليل ليتولاك برحمته على مدار الأيام الخمسة التي ستبقى موشومة في ذاكرة الإنسانية. 
من غيابة الجب قدت العالَم إلى نور الإنسانية الطاهرة التي تخلو دروبها من نتوءات الحقد والغل والكراهية، ذكرتنا جميعا بالإنسان الذي وأدناه داخلنا، ودعوتنا إلى انتشاله وإعادته إلى الحياة، فكانت الاستجابة حينما هرعت القلوب إليك ملبية النداء، كما لو كنت رسولا مبعوثا تؤازرك ذات الإله وتبارك دعواك في الناس.
من قاع البئر أدرت غرفة عمليات غرس المحبة والود والوئام في كل الربوع، من هناك، ودون وسائل دعاية نشرت دعواك التي استمرت خمسة أيام مثقالها في ميزان  العطاء الإنساني مئات السنين.
خرج يوسف من السجن ملكا، وكذلك أنت، بل إنك توجت ملك الإنسانية العفوية التي لايخالطها دخن، قبل أن تخرج، تقاطرت عليك القبلات، وتناثرت عليك التحايا، وخفقت لذكرك القلوب ودمعت العيون، واشرأبت الأعناق، وحجت الجموع إلى بلدتك، منتظرة رؤيتك على أحر من الجمر، وقد وصلت الليل بالنهار، دون أن تكتحل عيونها بنوم، متوسمة فيك خلاصها وخلاص الإنسانية من سواد واقع عمر طويلا، وأبى أن يرحل. 
ها أنت الآن قد التحقت بالعالم الآخر  في موكب ملائكي بعدما أديت رسالتك بشكل مبهر، لاشك أن السماء فرحت هذا المساء باستقبال روحك الطاهرة، فلترقد روحك بسلام، ولا تنسنا من طيب دعائك، فنحن الأموات وأنت الحي، ونحن العالقون في شُعب أوهامنا، وأنت الناجي الذي انتشلته يد الرحمة من عبث علت أمواجه واختلط هرجه بمرجه.
رحمك الله وأسكنك فسيح جناته، وألهم والديك والإنسانية جمعاء جميل الصبر والسلوان