الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

كشفتها جريمة تيزنيت..لا خير في حكومة حولت المختلين إلى آلات للقتل!

كشفتها جريمة تيزنيت..لا خير في حكومة حولت المختلين إلى آلات للقتل! فاجعة تزنيت واعتداء مختل عقلي على سائحتين أجنبيتين لا يمكن أن يمر مرور الكرام
هناك أحداث لا تستطيع أن تغمض عينيك عنها وترفع منكبيك. 
فاجعة تزنيت واعتداء مختل عقلي على سائحتين أجنبيتين لا يمكن أن يمر مرور الكرام، من دون التوقف عند ظاهرة الصحة العقلية للمغاربة التي تتذيل اهتمامات أجندة وزير الصحة، ولا تحظى بأولوية الحكومات المتعاقبة. 

يوجد أكثر من سبب لدق ناقوس الخطر، ومحاكمة وزير الصحة، بصفته الوصي ليس على صحة أبدان المغاربة، بل حتى على صحة عقولهم، والدراع الواقي لحماية المواطنين من قنابل آدمية مفخخة على أهبة الانفجار. لذا فمقتل السائحة الفرنسية بتزنيت لا يمكن اعتباره حدثا معزولا عن سلسلة من الاعتداءات لشريحة مجتمعية رفع عنها القلم، ولا يطالها القانون. 

المختلون عقليا هم مرآة عاكسة للإهمال والنسيان  على مدى 66 سنة لم تتوفق فيها الحكومات المتتالية التي سلمناها رقابنا وأرواحنا بعد نيل الاستقلال من تكوين سوى 306 أطباء مختصين في الأمراض النفسية والعصبية. يكفي زيارة «ترانتسيس» بالدارالبيضاء أو مستشفى «برشيد» للأمراض العقلية للوقوف على هول المأساة، وكيف أصبحت المصحات العقلية والنفسية  بالمغرب لا تختلف عن معتقل «تازمامارت»، لذا تفضل معظم الأسر أن يهيم مجانينهم بالشوارع على أن يُقتادوا كأسرى إلى معتقل «ترانتسيس»!!.

وبقراءة بسيطة لـ"كرم" كل الحكومات المتعاقبة التي لم توفر سوى 2225 سريرا للصحة النفسية، بمعدل 0،7 سرير لكل 100 ألف نسمة، يمكن أن يشعر المغربي بالخزي والعار علما بأن العتبة العالمية هي سرير لكل 10 آلاف نسمة!!.
 
المثير في النازلة أن أعداد المرضى ازداد بصورة مهولة، كما اجتاحت المغرب جائحة الإدمان منذ عقود بشكل حولت حياة آلاف الأسر إلى جحيم وتحولت شوارع عدة مدن إلى «مارستانات في الهواء الطلق»، بل وحولت شوارع مدننا إلى مجازر قد يتعرض فيها المواطن (مغربي أو أجنبي) إلى القتل، مثلما حدث للأسف يوم السبت 15 يناير 2022 بتيزنيت، بعد نحر امرأة مسنة فرنسية على يد مختل عقلي، بغض النظر عن التأويلات الإيديولوجية لهذا الحادث الإجرامي!!.

مجتمع المختلين عقليا أصبح خارج السيطرة، مجتمع يعيش بغريزة لا يتحكم فيها لا العقل ولا القانون، غريزة تسيطر عليها نزوات عدوانية قابلة إلى أن تحول الإنسان إلى آلة للقتل!!.