السبت 20 إبريل 2024
فن وثقافة

جوق طلبة المعهد الموسيقي بأسفي.. إطلالة موسيقية متوهجة

جوق طلبة المعهد الموسيقي بأسفي.. إطلالة موسيقية متوهجة من الحفل الموسيقة الذي أحيته فرقة طلبة المعهد الموسيقي بأسفي

من تنظيم المديرية الإقليمية للثقافة بأسفي، احتضنت مدينة الثقافة والفنون، يوم الأحد الماضي، أمسية موسيقية أحيتها فرقة طلبة المعهد الموسيقي بأسفي. وهي مبادرة قيمة جديرة بالتقدير والإكبار، منحت الفرصة خلالها للكشف عن مواهب موسيقية محلية استحسنها الحاضرون من آباء وأمهات شاركوا أبناءهم هذا الحفل الموسيقي الذي تخللته معزوفات رائعة من اختيار الفنان المبدع الأستاذ عبد الحق واردي.

 

ولعل مثل هذه المبادرة كافية لإكساب طلبة المعهد الموسيقي بأسفي بما يمكن أن تضيفه لهم من مهارات تصقل تربيتهم وأذواقهم على اعتبار أن الموسيقى أساسية في مشروع التربية الحديثة. فقد أثبتت الأبحاث أنها مهمة في تطوير الفكر الرياضي لمتلقيها، ذلك أن الإنجاز لدى الأطفال الذين تربوا على تلقي الموسيقى منذ صغرهم، ينعكس إيجابيا على تحصيلهم العلمي، فيحصلون على أرفع النتائج في دراساتهم. ومن ثمة، يكتسبون أمرين اثنين :

أولهما: خلق جيل ذو تحصيل وإنجاز في مجالات أخرى، أي فيما اختاروه من مهن مستقبلية في جميع مجالات الحياة وليس فقط الموسيقية.

ثانيهما: خلق جيل مستهلك لثقافته المختلفة والمتنوعة ومنها الموسيقية.

 

وهذا ما أدركت أهميته، إدارة المعهد الموسيقي بأسفي بإشراف مباشر من مديرها الأستاذ حسن فريفرة الذي ما فتئ يبذل جهودا تلو أخرى للرفع من مستوى الفن الموسيقي الخلاق في هذا المعهد، دون نسيان الدور الكبير الذي يقدمه الأساتذة رغم الصعوبات والتحديات.

 

فالجميع آلى على نفسه رفع هذه التحديات والرفع من الوعي لدى المجتمع المحلي بأسفي نحو التربية الموسيقية وإكساب أطفالنا عدة مهارات كالتركيز، السمع، القراءة، المهارات الحركية في الأيدي والتناسق بين أعضاء الجسم وغيرها.. وهو ما لاحظناه بقوة أثناء عزف طلبة المعهد الموسيقي بأسفي لمختلف المقطوعات الموسيقية التي أدوها بكل دقة ومهارة. فالتجارب الموسيقية في مرحلة الطفولة يمكنها في الواقع إكساب الطفل المتلقي عدة فوائد، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

ـ تسريع نمو الدماغ ، لاسيما في مجال اكتساب اللغة ومهارات القراءة .

ـ تحسين تعلم المهارات الرياضية .

ـ تطوير المهارات البدنية وصقل وبناء المهارات الحركية الدقيقة .

ـ تحسين النمو لدى الأطفال وهم يتلقون الموسيقى.

ـ تعزيز قيمة احترام الذات واحترام الآخرين.

ـ تعزيز المسؤولية والمهارات الاجتماعية ..

ـ تعليم قيمة الصبر، فالطفل وهو يحاول أن يصبح عازفا ماهرا، يتطلب منه ذلك وقتا وجهدا وجدية، وهذا سيعلمه قيمة الصبر بعد أن يرى النتيجة التي سينتهي إليها عمله.

ـ التعرف إلى ثقافات أخرى، مما يشجع على الانفتاح على العالم، وذلك من خلال التعرف إلى مجموعة متنوعة من الآلات الموسيقية وطريقة عزفها، إضافة إلى التعرف على الأنماط الموسيقية للثقافات المختلفة، وهو ما يسعى الأستاذ الفنان السي عبد الحق واردي إلى تحقيقه مع طلبة المعهد الموسيقي بأسفي.

ـ تقوية الروابط العائلية والاجتماعية، مما ينتج عنه تأثير إيجابي على الوعي العاطفي.

ـ بعث الفرح الذي تتركه الموسيقى في نفوس أطفالنا.. فالموسيقى تنمي الطفل وتجعله مستعدا للحياة من الناحية الفكرية والاجتماعية والعاطفية بروح متحمسة متفائلة.

 

ولهذا، نثمن عاليا هذه المبادرة القيمة وكلنا أمل في أن تستمر وتتضافر جهود الجميع لنصل بها الى المستوى المنشود خدمة للثقافة الموسيقية من جهة، وشحذ ذكاء أطفالنا وتنمية قدراتهم العقلية والوجدانية، وذلك ما للموسيقى من دور مهم في تحريك النفس وصياغتها وتوجيهها. وهو الدور الذي ينهض به اليوم المعهد الموسيقي بأسفي...