الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

صافي الدين البدالي: المهدي بنبركة الثائر الأممي.. الذي لن تنال منه فبركة الأكاذيب

صافي الدين البدالي: المهدي بنبركة الثائر الأممي.. الذي لن تنال منه فبركة الأكاذيب صافي الدين البدالي

طلعت علينا هذه الأيام إخبارية في جريدة الغارديان البريطانية، مفادها أن المهدي بن بركة، المعارض المغربي السابق، قدم خلال الحرب الباردة معلومات إلى جهاز الأمن التشيكوسلوفاكي مقابل أموال كبيرة استنادا إلى وثائق رفعت عنها السرية أجهزة المخابرات التشيكوسلوفاكية.

لماذا تقوم صحيفة الغارديان بهذه الفبركة البليدة من الأكاذيب في هذه الظرفية؟ ولماذا لم تجتهد من أجل إجلاء الحقيقة عن اختطاف واغتيال الشهيد المهدي؟

لقد نسيت الصحيفة بأن التاريخ صعب التزوير وكشاف للحقيقة، ولن تشوه حقيقته مساحيق البهلوانيبن. فالتاريخ كتب للمهدي وكتب عنه حتى أصبح غصة في حلق الصهيونية العالمية والإمبريالية المتوحشة، وإلا لماذا تأتي فبركة أكاذيب عن المهدي في هذه الظرفية التي يرفع فيها رفاقه في المغرب وفي العالم العربي والأوروبي شعارات تندد بالتطبيع مع الكيان الصهيوني الذي تدعمه الإمبريالية العالمية؟؟ ذلك لأن المهدي أول من نبه إلى خطورة المد الصهيوني على الاستقرار العالمي في خطاباته وندواته في الداخل وفي الخارج، ومنها خطابه الذي دق فيه ناقوس الخطر عن الصهيونية العالمية في "ندوة فلسطين العالمية" المنعقدة بالقاهرة من 30 مارس إلى 6 أبريل 1965، أي قبل سبعة أشهر من اختطافه واغتياله في باريس يوم 29 أكتوبر من السنة نفسها!!. وهو الذي كشف على وثائق للمخابرات الأمريكية متعلقة باستهداف استقلال دول إفريقيا واستهداف قادة حركة التحرر الإفريقية: مثل “كوامي نكروما” قائد غانا، و”باتريس لومومبا” قائد حركة استقلال الكونغو وجمال عبد الناصر وغيرهم مثل أحمد بنبلة.

وكانت الندوة التي تكلم فيها عن “دور إسرائيل في إفريقيا”، قائلا «فمن واجبنا أن نعرف هذا الدور وهذا الواقع، كما أنه من واجبنا أن نعلن رفضنا لهذا الواقع ككل لأنه واقع استعماري، نرفضه كعرب ونرفضه كمناضلين ثوريين؛ نرفضه لأن دور إسرائيل في إفريقيا هو جزء من مخطط استعماري ضد الثورة العربية، ونرفض كمناضلين ثوريين لأن دور إسرائيل في إفريقيا هو جزء من الخطة الاستعمارية» لهذه الأسباب تتحرك آلات الأكاذيب على رمز من رموز حركة التحرر العالمية.

ذلك هو المهدي الذي كان حامل مشروع التغيير الحقيقي الذي يتجلى في تحرير الشعوب من الاستعمار وتضامنها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في إطار منظمة توحد القارات الثلاث. لقد كان رمزا من رموز حركة التحرر العالمية ولم يكن في حاجة إلى المال الذي تركه وراء ظهره في بلاده حتى يكون عميلا أو مخبرا. فالمهدي ابن المدرسة الوطنية التي زرعت فيه روح التضحية والنضال من أجل شعبه وشعوب العالم المستعمرة والمقهورة.

 

- البدالي صافي الدين، حقوقي وسياسي