الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

مدير أكاديمية مراكش: سن 30 سنة هو منظور يسمح بإعمال كل جوانب تجويد المسار المهني للمدرس

مدير أكاديمية مراكش: سن 30 سنة هو منظور يسمح بإعمال كل جوانب تجويد المسار المهني للمدرس أحمد الكريمي ومشهد من وقفة احتجاجية للتنسيقية الوطنية للأساتذة
قال مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش آسفي، أحمد الكريمي، أن النموذج التنموي الجديد، والقانون الإطار 51.17، والتصريح الحكومي، كلها مرجعيات كبرى حددت معالم شروط التوظيف الجديدة.
 
 وبرر الكريمي ذلك في حوار أجرته معه قناة M24، من خلال سعي وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة إلى تحقيق بناء تعليم عصري ميسر الولوج وذي جودة... وخصوصا منه جانب جودة التعليم  بمداخله المتعددة، اهمها هو جانبية المدرس. معتقدا أن الشروط الجديدة قطعت مع مقاربة غير مجدية، وباشرت الإصلاح من منطلق واقعي وناجع، حتى وإن أصبح آنيا موضوع انشغال.
 
وأوضح الكريمي أن هذا القرار هو حامل لاستدامة الإصلاح، لأنه يبني جانبية أجيال من خريجي المدرسة ويعطيهم فرصة التنافسية، ويجيب عن أسئلة الكفاءة اللازمة مستقبلا، وبالتالي يدعم بناء تعدد الفرص لولوج سوق الشغل بشكل أيسر بالنسبة للأجيال اللاحقة.
وعن مساهمة الإجازة في التربية في الرفع من الجودة،وما اذا كانت باقي المسالك غير مواتية لمهنة التعليم، قال الكريمي انه مباشرة بعد البكالوريا، واختيار مسالك التربية بالجامعة، هو مؤشر عن رغبة الطالب في ولوج المهنة، وهذا عامل يؤكد الحافزية وحب المهنة، علما بأن الحافزية شرط من شروط النجاح في ممارسة أية مهنة. وأن الإجازة في التربية تدعم التكوين الأساس على مستويين أساسيين: مستوى التخصص، أي التكوين في مادة التدريس ومستوى الديداكتيك، وكل مقاربات التدريس بصفة عامة، وتلك المرتبطة بالمادة بصفة خاصة.
 
وأكد لكريمي أن العودة للجودة، واختيار مهنة التدريس منذ السنة الأولى الجامعية، والاستفادة من خمس سنوات من التكوين، ودعم استقرار المدرس.. كلها مقومات لابد أن ترفع من مستوى مردودية الفصل الدراسي، الذي هو الوحدة التدبيرية للمنظومة التربوية بكاملها. وهذا المسار سيتم تعزيزه من خلال التكوين المستمر كاختيار استراتيجي للرفع من أداء المدرس والاستمرار في عطائه، بشكل يواكب مستجدات الساحة التربوية. ولهذا فولوج المهنة في سن مناسب أقصاه 30 سنة، هو منظور يسمح بإعمال كل جوانب تجويد هذا المسار المهني للمدرس، والرفع من العطاء والمردودية بالأقسام الدراسية، وتطوير مؤشرات منظومة التربية والتكوين ببلادنا.
وذكر الكريمي  بأن الدراسة الأخيرة التي أنجزتها الهيئة الوطنية للتقييم لدى المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، أكدت أن الدبلوم غير المتخصص مهما كان عاليا لا يؤثر بشكل بارز في مستوى الجودة. لهذا ينبغي دعم مسالك تخصصية في التربية منذ بداية المسار.
 
وعن الانتقاء، والميزة، والمباراة كتابيا وعمليا وشفويا، وما إذا كان الأمر يرتسم كإكراه حقيقي أمام خريجي الجامعات،  أكد الكريمي أن الأمر يتعلق في حد ذاته بهدف واحد، هو اختيار أجود العناصر لمزاولة مهنة هي أساس التنمية الاقتصادية وازدهار البلاد. فالمباراة مكون واحد من مكونات الانتقاء وهي غير كافية. والمباراة والانتقاء إن لم يتعززا بتكوين أساسي جامعي لا يضمنان الجانبية المطلوبة، حتى وإن تم ترتيب المتبارين. وان هذه هندسة متكاملة ولا تقبل التجزيء. والعديد من الدول اعتمدت هذا النموذج واستطاعت أن تطور من منظوماتها التعليمية، وخصوصا منها الدول الآسيوية. والهدف في النهاية هو وضع منهجية اختيار المدرسين تؤكد توفرهم على الكفايات اللازمة. موضحا أن مهنة التدريس تنبني على مسار: مسالك تربية تكوين، تدريب، توظيف. وهذا المسار يجب أن يفضي إلى توظيف مدرسين يتميزون بكفايات تخصصية وبمهارات حياتية تبني لديهم الحماس المهني وتقوي الحس بمسؤولية المهمة المقبلين عليها، والقدرة على المثابرة مهما كانت الإكراهات، وذلك لتحقيق الجودة والرفع من مردودية المنظومة التربوية ببلادنا.