السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

الحسن زهور: إلى دعاة "التضبيع".. هل أنتم منتهون!!؟

الحسن زهور: إلى دعاة "التضبيع".. هل أنتم منتهون!!؟ الحسن زهور
 لماذا الضبع؟
 لأن الضبع في ثقافتنا الأمازيغية الصحراوية- حسب ما يعتقده الناس في المناطق الصحراوية التي كانت تتواجد فيها الضباع-   يصطاد فريسته بعادات غريبة (وغالبا ما يصطاد ليلا)،  وهي أن الضبع يحوم حول ضحيته الإنسان (إن كان وحيدا) فيصدر أصواتا تثير ضحكه ووميضا يشع من شعر رقبته ليثير خوف ضحيته.
وحين يريد الإنسان الضحية الدفاع عن نفسه برمي الضبع بالحجارة، يرد عليه الضبع بوابل من الحجارة والتراب بواسطة رجله الخلفية (لذلك غالبا ما يوصى بعدم رمي الضباع بالحجارة).. وعندما يحس الضبع بأن الضحك استولى على ضحيته، يقترب أكثر منه وهو يحوم حوله فيرش المكان ببوله، ليدوخه فيدخل الإنسان إذ ذاك في دوخة تشل وعيه وإدراكه (لذلك يوصى بلف ثوب أو عمامة على الفم والأنف لئلا تتسرب إليهما رائحة بول الضبع)، وعندما تتحكم الدوخة في الضحية انقاد له فتتبعه بطريقة لاإرادية، وعندما يتأكد الضبع من شلل الإدراك والوعي لدى ضحيته، يعود إليه  الضبع فيبدأ بتكسير عموده الفقري فيحمله إلى كهفه (هكذا يقول الاعتقاد الشعبي عن الطريقة التي يصطاد بها الضبع الإنسان).
 وهكذا هو حال دعاة من يحملون شعارات مناهضة التطبيع في المغرب في توظيفهم لأسلوب التضييع، أي توظيف  شعارات رنانة وإنسانية (مثل ما يفعله الضبع لإضحاك ضحيته، ثم تدويخه ببوله) لينتقل بعد تدويخه إلى افتراسه وهذا هو غايته، فالإضحاك هنا ليس من أجل إسعاده بقدر ما هو شرك لتدويخه والتهامه، وهذا هو حال أهل التضييع في بلدنا.
والطريقة التي يوصى بها لتجنب الوقوع فريسة الضبع هي أن يجثو الإنسان بركبتيه على الأرض على طريقة السجود ولا يتحرك  مع تغطية أنفه وفمه يقول أو بعمامته، وسيقوم الضبع بكل محاولته إلى أن ييأس.  
مناسبة هذا التذكير هو هذا الخبر:  
فقد خصص المغرب للقدس في ميزانية 2021 مبلغ ثلاثة لمايير ونصف مليار سنتيم توزعت على 15 مشروعا اجتماعيا. الخبر نشرته جريدة الصباح لهذا اليوم (17 ونبر  2021) في صفحتها الأولى.
فماذا خصصتم أنتم للقدس يا دعاة التضييع المغاربة؟؟
بلدكم المغربي (الذي نعتموه بشتى صفات القدح السياسي الناهل من القاموس الأيديولوجي القومي والإخواني..)   يساند القضية الفلسطينية  بالعمل بمختلف أوجهه، ولا يلتفت إلى شعاراتكم أو شعارات الأعداء بالجوار، لأن ما يهمه هي القضية كقضية إنسانية وليست كقضية تجارية، وفي نفس الوقت يهمه الدفاع عن قضاياه الوطنية العليا.  
ما تفعلونه يا دعاة التضييع هي نفس ما تفعله بعض الدول التي ما زالت تحمل الشعار البالي لدول الصمود والتحدي، فتمزقت هذه الدول كل ممزق وما زالت الشعارات على حالها يرفعها المنهزمون لتبرير انهزاماتهم ولقمع شعوبهم التواقة إلى الحرية والعيش الكريم، والمثال بجوارنا فهل أنتم منتهون؟ واعون؟