الأربعاء 24 إبريل 2024
كتاب الرأي

إدريس المغلشي: كفارة قسم أبوقراط (1)

إدريس المغلشي:  كفارة قسم أبوقراط (1) إدريس المغلشي
كم هو مخجل!
 حين ينتابك إحساس بالدونية وأنت تطلب حقا من حقوقك الوطنية في المجال الصحي في فضاءاته  تحس بالقهر والتعسف الذي يطال القيم النبيلة للطب.

لاعلاقة لما تسمعونه من خلال الخطاب الرسمي بالواقع كل المشاهد المخجلة من التقصير والتهاون والتطاول وسوء التدبير لاعلاقة لهابكل الشعارات المرفوعة منظوتنا الصحية ليست بخير مرافقنا  بلارحمة ولاشفقة في تلك الأجواء المشحونة صاح أربعيني في لحظةهيجان وهو يحاول إسماع صوته لمن يهمه الأمر وسط اللغط السائد هناك: "راه ... حنا بشر ... ماشي بقر آبنادم رحمونا يرحمكم الله ...".

كانت جملة كسرت صمت القاعة دون أن يهتم بها أحد تشبه لحد بعيد صيحة في واد بلا جواب ولاصدى ولا أثر ذهبت أدراج الريح كسابقاتها من المطالب التي تطوف شوارع وطني دون أن يهتم بها مسؤول إنها عنوان مرحلة من الإنحطاط الأخلاقي في مرفق عام ياحسرة سر وجوده من أجل خدمة المواطن ! لكن هناك مطبات وإشكالية عميقة لازلنا نجتر مآسيها لسنوات لم نقو بعد على النهوض من كبوة العجز الذي يرافق هذا الورش.

مرافقنا الصحية فقدت حنوها وعطفها الآدمي تجد فيها الأجساد رخيصة مطروحة على الإسفلت تئن بصوت بين الخافت والعالي يقطع أوصال إحساسات المارة دون ان يسمع لهاجواب أوتلقى التفاتة ماهذا الكم الهائل من العبث والفوضى والألم المنتشر بلاحدود الهذا الحد نحن رخيصين بلاقيمة ولاجدوى؟ حارس الأمن الآمر الناهي عند بوابة "المجزرة" عفوا المستعجلات.يفهم في كل شيء صحيح أن الكم الهائل القادم من خارج المدينة يثقل كاهل المرفق المحتل بالمشاكل حيث لا أفهم لماذا يرافق المريض مجموعة كبيرة من معارفه لمكان لايتسع سوى لإثنين هل لأن المواطن فقد الثقة في الخدمات الصحية أم لضرورة درج عليها المغاربة لأنهم لايتخلون عن ذويهم في مثل هذه المناسبات؟ لكن إشكالية العدد تشوش بل تزعج وتربك الطاقة الإستعابية للمرضى.
 
في مكان أساسه الأول الصمت والهدوء فكثير من الآلام لاتحتمل الضجيج الوساطات والمعارف والإشارات حدث ولاحرج فهي تقرصن فرص وتغتال حقوقا لمن لاحول لهم ولاقوة .
الزمن المهدور داخل هذه البناية التي لاتخضع لمنطق ولا لقانون كل شيء فيها مخيف لاتحس بالطمأنينة وأنت تلج بقدميك الفاشلتين هذا المبنى. حتى الساعة المثبثة على واجهتهامعطلة بشكل فظيع وكأنها عجزت عن عد دقائق المعاناة والموت التي تطوف على أسرة فقدت تلك المسحة الإنسانية المنظر فاق التوقع ويوحي بصور حاطة من كرامة البشر.
ولو أردت سرد كل المشاهد التي عاينتها لتطلب الأمر على الأقل عشر مقالات تحت عنوان ممنوع على اقل من ستة عشر سنة وقد أعود إليها لاحقا.

لا أدري ما السر في تلك الرهبة التي يحملها هذا المرفق الذي من المفروض أن يكون ملجأ آمنا للمواطنين .لكن المؤكدأنه أصبح  ملتقى تجتمع فيه أخطاؤنا جميعا التي كنا نحاول كثير من المرات  إخفاءها حتى لايراها الناس فتفضحها النوازل والحوادث مهما بالغنا في التستر عليها.
 سترك يارب ...! 
 (يتبع )