الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

اليوم العالمي للتسامح..مرصد نبذ الإرهاب يجدد النداء لحماية العالم من خطاب الكراهية

اليوم العالمي للتسامح..مرصد نبذ الإرهاب يجدد النداء لحماية العالم من خطاب الكراهية شعارالمرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف
يستقبل المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف اليوم العالمي للتسامح، بنداء استهله برسالة بمناسبة اليوم الدولي للتسامح لأوندري أزولاي، المديرة العامة لليونسكو، لمَا يحمل من قيمة إنسانية كونية، وتكريما لهذه المنظمة التي خصصت يوما عالميا للتسامح مستلهمة التراث الإنساني للمهاتما غاندي.
ونحن في المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف نعي جيدا الموقع الجغرافي للمغرب، الذي جعل منه معبرا تاريخيا للأعراق والثقافات والحضارات جنوبا شماليا وشمالا جنوبيا، ونعيي أن المغرب بفصل سياسية الملك محمد السادس، لم يعد فقط جسر عبور للهجرة، بل أصبح بلدا لاستقرار المهاجرين والمهاجرات، حيث صار بفضل منظومته الحقوقية والقيمية بلد استقطاب لا عبور.
نحن واعون أن هذا الوضع وإن لم يكن جديدا على المغرب عبر تاريخيه الممتد إفريقيا ومتوسطيا وشرقا، لا بد أن يتم وقايته من خطاب الكراهية وترسيخ قيم التسامح، حيث أن المجتمعات من حين لآخر وخلال أزماتها يتم اللعب بمشاعرها القومية والهوياتية لإرباك التماسك وخلق التصدع.
إن المغرب المتعدد بصريح العبارة دستوريا وتاريخيا، والقادر على استثمار التعدد والتنوع الثقافي والعرقي في بلورة خطط التنمية وبناء مجتمع متماسك، هو المغرب نفسه الذي جرم التمييز العنصري وحمى الأقليات واعترف بالتنوع، ليس لأننا نؤمن بالتسامح فحسب، بل لأننا أمة تأسست على التعدد والتنوع وكنا وما زلنا ملتقى الحضارات.
تجربة المغرب في التحول من دولة عبور إلى دولة استقرار والتي ما كانت لها أن تنجح لولا إيمان المغاربة بالآخر المختلف عنا ولكنه منا ولولا ما راكمه المغرب من تجارب في تدبير الاختلاف واعتبار التعدد والتنوع مصدر غنى لا مصدر تفرقة، تجربة حان الوقت أن لتصدريها عربيا وأفريقيا لبناء وطن الإنسان والمواطن، لا جغرافيا العرق والتقوقع.
إن ما تتعرض له الأقليات الدينية والعرقية في عدد من بقع العالم لهو قمة العار للجنس البشري، فالموقف السلبي للمنتظم الدولي العاجز بمؤسساته المختلف لحماية البشرية من عنف العنصرية والإبادة على أساس العرق والدين والتهجير من الوطن على أساس قومية هوياتية متخلفة يضع المنتظم الدولي أمام مسؤوليته التاريخية للتدخل بكل آلياته الممكنة الحمائية والعقابية.
والمرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف يجدد النداء لحماية العالم من شر الكراهية وخطاب الكراهية حين يخلف الضحايا ويخرب الدور ويقهر الشعوب، إن خطاب الكراهية وما ينتج عنه من دماء وإبادة لا يقل خطورة عن أسلحة الدمار الشامل، وعلى المنتظم الدولي أن يتخلص من هذا العار الذي يثقل ضمير الإنسانية ويحط من الكرامة.