الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

الحسين بكار السباعي: خطاب الملك حمل هذه الرسائل الحاسمة

الحسين بكار السباعي: خطاب الملك حمل هذه الرسائل الحاسمة الحسين بكار السباعي
جاء خطاب الذكرى السادسة والأربعون للمسيرة الخضراء، في ظرفية حساسة شهدت تسلسلا و تطورا متسارعا في الأحداث على المستويين الدولي والإقليمي .
ويتضح من خلال استقراء مضمون الخطاب الخطاب الملكي أنه جاء بلغة بسيطة ومفهومة للجميع، وبإشارات ورسائل واضحة تنحى منحى تكريس خطاب اليد الممدودة للوحدة، وذلك إيمانا من جلالته بقيمة لملمة شتات الدول المغاربية الخمسة وتطلعات شعوبها، والذي لن يخدم أجندات عصابات المرادية، كما أن المتلقي العادي، قد يلاحظ خلو نص الخطاب من أي تهديد أو وعيد أو ما من شأنه أن ينقص من دول الجوار، وهكذا كله قد يعطي تفسير واحدا، هو أن المغرب يسير بخطا ثابتة في مساره الصحيح، ولا يكثر بمن خلفه، بل ويمد يده لهم .
خطاب الليلة من يوم السبت السادس من شهر نونبر الفين وواحد وعشرون، حمل في طياته ثلاث إشارات جديدة و مهمة للغاية :
أولاها: أن الدبلوماسية المغربية هادئة في تعاملها وتوصلها وتحكمها الرزانة و التبصر، فالمغرب كما جاء في نص الخطاب لا يتفاوض من أجل الصحراء التي هي في الأصل مغربية وجزء يستحيل تجزيئه من تراب المملكة، بل و أنه يؤمن بالمنتظم الدولي، وكذلك بتمسك المغرب بالمسار السياسي الأممي، والسعي وراء إيجاد حل سلمي، وذلك مايتم تجسيده من لدن الديبلوماسية المتزنة والحاسمة .
ثانيها: إشادة جلالة الملك بمسار التنمية المتواصل يالأقاليم الجنوبية في ضل التطورات الإيجابية التي شهدتها قضية الصحراء، فهي تعرف تنمية اقتصادية ونهضة اجتماعية، كما أنها باتت تستقطب وتستهوي شركاء ومستثمرين اقتصاديين داخل الوطن وخارجه.
كما وجه جلالته رسالة شديدة اللهجة لأصحاب المواقف الغامضة والنظرة الازدواجية أو التي تكتسيها الضبابية، مفادها أن المغرب لن يقوم معهم بأي خطوة اقتصادية أو تجارية لا تشمل اقاليمنا الصحراوية .
وثالتها: أنه لا حديث عن المغرب الكبير دون شعوبه "الخمسة"، بلا زيادة أو نقصان، وهو إغلاق للطريق على كل من يظن أن هناك شعب سادس بالمنطقة، وهو تذكير بالموقف الثابت الذي أصر عليه الحسن الثاني رحمه الله في ميثاق تأسيس اتحاد المغرب الكبير، حيث أصر على إضافة عبارة "الخمس" ضدا في رغبة الرئيس الجزائري حينها الشاذلي بن جديد، حيث أصر حينها طيب الله ثراه بعدم تركها دول المغرب الكبير دون تقييدها في عدد "الخمسة "، فتحديد العدد يقطع الطريق على من يفكر في خلق دولة جديدة و كيان وهمي .
وختاما ورغم ان خطاب الذكرى 46 للمسيرة الخضراء لهذه السنة، تزامن مع مرحلة اشتد فيها عداء الجارة الشرقية على المغرب، غير ان جلالته تفادى الرد من خلال اعمال الديبلوماسية الهادئة، وايصال خطابه الواضح الى من يهمهم الامر بعيدا عن لغة التسخين والرد المباشر وهو لا محالة أمر له وقع في الذين في أنفسهم مرض ليزدادوا غيضا ومرضا.
 
ذ/ الحسين بكار السباعي، محام وباحث في الهجرة وحقوق الإنسان مهتم بقضية الصحراء المغربية.