الثلاثاء 19 مارس 2024
سياسة

"من الخيمة خرج مايل": ثلث البرلمانيين هجروا مجلس النواب في الجلسة الأولى !!

"من الخيمة خرج مايل": ثلث البرلمانيين هجروا مجلس النواب في الجلسة الأولى !! مشهد من جلسة البرلمان وفي الإطار عزيز أخنوش، رئيس البرلمان
"النهار الزين تيبان من صباحو".
هذا المثل يكاد ينطبق على مجلس النواب حديث العهد بالانتخاب والتكوين. إذ في جلسة 13 أكتوبر2021، المرتبطة بالمصادقة على البرنامج الحكومي (وهي أهم جلسة لأنها تخص التنصيب الدستوري للحكومة بعد التعيين الملكي)، لم يحضر للجلسة سوى 278 نائبا من أصل 395 برلمانيا. بمعنى أن الجلسة عرفت تغييب حوالي ثلث الأعضاء ( تحديدا تغيب 30 في المائة من النواب) !!

وبما أن المثل المغربي يقول" حتى زين ماخطاتو لولا"، فإن الأغلبية الحكومية قدمت نموذجا سيئا في الممارسة السياسية. فحكومة أخنوش تتكون من ثلاثة أحزاب، وهذا الثلاثي يتوفر على أغلبية عددية بمجلس النواب تصل إلى 270 نائبا، لكن التصويت على برنامج حكومة أخنوش لم يحظ سوى ب213 نائب من الأغلبية. أي أن 57 نائبا من الأغلبية تخلف عن التصويت، وهو عدد مهم لأنه يشكل خمس العدد (تحديدا 21 في المائة من مجموع نواب الأغلبية)، إما استهتارا من طرفهم أو رفضا، أو ربما " باعوا الماتش" ؟!

أيا كان الجواب، فالنتيجة هي أن هذا السلوك شوه صورة المؤسسة التشريعية المشوهة أصلا بحكم تراكم الممارسات المشينة منذ سنوات.
منح الثقة للحكومة المغربية كان منتظرا لأنها تشكلت على أساس أغلبية مريحة.

لكن المثير للانتباه أمران مهمان:
الأول هو أن الأغلبية الحكومية عدديا تصل إلى 270 نائبا،فيما صوت لها بالثقة 213 فقط ؛ الأمر الذي يعني أن 57 نائبا من الأغلبية إما لم يحضروا أو صوت بعضهم ضد منح الثقة.

الثاني أن الولاية التشريعية الجديدة بدأت بحضور 278 نائبا فقط من أصل 395 ، أي أن 117 نائبا تخلفوا عن حضور إحدى أهم جلسات المجلس، ما يعطي فكرة عن الاستهتار المنتظر من نواب الأمة للمؤسسة التشريعية.