بصعوبة بالغة بدأ محمد واكريم، السائق المغربي الذي كان ضحية هجوم إرهابي في مالي، يتحرك على رجليه، متكئا على عكازه.
محمد واكريم، رأى الموت يقظة، وهو يتلقى وابلا من الرصاص من رشاشات عسكرية، قالت السفارة المغربية في مالي إنها عمل إرهابي من جماعة مسلحة، أودى بحياة سائقين ووري جثمانها الثرى في أيت ملول وتيزنيت، فيما كان الحظ حليفا لثالث أصيب بجروح عميقة؛ أما واكريم، فقد أصيب على مستوى رجله وذراعه، ومكث لأسابيع في إحدى مستشفيات مالي..
بين 11 شتنبر 2021 وفاتح أكتوبر من نفس السنة، مرت أطول أيام الله على واكريم، لن ينسى الهجوم الغادر الذي تلقاه من أفراد عسكريين، تشير التحقيقات الأولية أنهم عناصر من جبهة البوليساريو، بدعم جزائري، قاموا بمهمتهم في قتل أبرياء كانوا يشتغلون في التجارة الدولية عبر شاحناتهم، لينهال عليهم وابل من الرصاص الحي.. رفيق محمد واكريم في الشاحنة لقي حتفه في أبشع صورة للموت، ومازالت منصات التواصل الاجتماعي تتناقل صور الدماء والأشلاء على جنبات إحدى الشاحنات، التي اخترق الرصاص واجهتها الامامية وبلغ إلى داخلها، حيث كانت علب السمك المجمد من ميناء الداخلة متوجهة للاستهلاك في مالي، فيما كانت الشاحنة الأخرى محملة بالخضر..
رسالة الإرهابيين كانت واضحة، هي الترويج والتخويف وقطع الطريق التجارية بين المغرب وعمقه الإفريقي، حيث أدوا مهمتهم القذرة وانسحبوا كالجرذان، دون أن تمتد أياديهم إلى ممتلكات السائقين أو محتويات الشاحنتين، وهل هناك أقذر من القتل والغدر؟
يعتبر محمد واكريم العائد من الموت أن حياته بعد 11 شتنبر هي زكاة له، بعد أن كان الموت أقرب إليه من حبل الوريد، فلولا الأقدار الإلهية، لكان ثالث ضحايا الحادث الإرهابي في مالي، وسيظل يحكي ما دام في العمر بقية، لأبنائه وزوجته عندما يعود قريبا لبلده، هول ما رآه من حقد من القتلة ولو كانوا ملثمين..
"أنفاس بريس" واكبت هذه الأحداث الأليمة وانتقلت إلى أيت ملول، حيث تم دفن إحدى الضحيتين، واستمعت لمشاعر الحزن والأسى من رفاق السائقين، وفي نفس الوقت لمشاعر التحدي التي عبر عنها السائقون وأصحاب شركات التصدير لإفريقيا، وهم في اليوم الموالي يستأنفون أنشطتهم في موريتانيا ومالي والسنغال والكوت ديفوار...