الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

منى الجبوري: ضرورة مواجهة التطرف والإرهاب في بٶرته الأساسية

منى الجبوري: ضرورة مواجهة التطرف والإرهاب في بٶرته الأساسية منى سالم الجبوري

لم يمکن أن يصبح التطرف الديني والإرهاب التي تواجه دول المنطقة بشکل خاص والعالم بشکل عام بمثابة ظاهرة تهدد السلام والأمن والاستقرار لو لم يکن هناك نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي صار الجميع ليس يعرفون فقط وإنما حتى يعترفون بأنه المصدر والبٶرة الرئيسية للتطرف والإرهاب في العالم، وإن العالم کله وهو يواجه خطر هذا التحدي والتهديد الجديد فإنه لابد له من أن يعلم بأن مواجهته لهذا التهديد لن يکون فعالا وحاسما إلا إذا قد رکز على مصدره وبٶرته الساسية في طهران.

هذا النظام قد شرع بتصدير التطرف الديني والذي يسميه کذبا وزورا بتصدير الثورة الى دول المنطقة بعد أن أحکم قبضته على الشعب الإيراني بالممارسات القمعية والتعسفية ومصادرة الحريات والحقوق المختلفة، وإن الافکار والرٶى الدينية المتطرفة نوعا ما والتي کانت موجودة في نطاق ضيق وليس بإمکانها تجاوزه وتخطيه، جاء هذا النظام ليکون سندا له ويساعده ليس على تخطي وتجاوز نطاقه الضيق وانما حتى في صيرورته خطرا يهدد الامن الاجتماعي ليس في العراق فقط وانما في المنطقة أيضا ومن دون شك فإن النظام الإيراني ومن أجل أن يمنح القوة والتوسع والانتشار للتطرف الديني کان لابد من أن يستعين بالأساليب والطرق الإرهابية ولذلك فإنه لايمکن أبدا الحديث عن التطرف الديني من دون ربط ذلك بالإرهاب والاهم من ذلك إن کلا الامرين، أي التطرف والإرهاب مرتبطان بالنظام الإيراني.

تمکن هذا النظام من إختراق العديد من دول المنطقة ولاسيما العراق بأفکاره ومبادئه الدينية المتطرفة ذات البعد الطائفي والتي أسست وتٶسس للحقد والکراهية وسفك الدماء، قد منحه نوعا من الوقاية والحصانة وجعله في أمان نوعا ما، ذلك إنه وفي الوقت يقوم فيه بنشر نفوذه في بلدان المنطقة ويهدد أمنها الاجتماعي بمنتهى الصلافة، فإن هذه البلدان لم تقم لحد الان بالرد عليه بالمثل والعمل من أجل تحديد وتحجيم دوره وصولا الى إنهائه والقضاء عليه.

نظام الجمهورية الاسلامية الإيرانية، الذي قام بتأسيس أحزاب وجماعات وميليشيات تابعة له ومٶتمرة بأمره حيث تقوم بتنفيذ المهام الموکلة إليها من جانب هذا النظام والتي في خطها العام تتعارض والمصالح العليا لشعوب المنطقة، فإن بلدان المنطقة تقوم ولحد هذه اللحظة بتجاهل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية والذي يمثل البديل الجاهز للنظام، هذا المجلس الذي هو في الحقيقة يمثل ويعکس آمال وطموحات الشعب الايراني ولايخضع لهيمنة ونفوذ أية دولة، أثبت عمليا ومنذ أربعة عقود حسن نواياه تجاه شعوب وبلدان المنطقة عندما قام بکشف وفضح مخططات النظام الايراني ضدهم ولاسيما من حيث تصدير التطرف الديني والارهاب إليهم وتحذير هذه الدول من خطورة نفوذ هذا النظام ومن إنه لايقف أبدا عند حد معين وإن ليس هنالك من خيار سوى مواجهته، رغم إن أفضل طريقة واسلوب لمواجهته وکخطوة عملية تتجلى في الاعتراف بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية کممثل شرعي للشعب الايراني، وإن هذا الاجراء سوف يثبت مدى أهميته وتأثيره بعد مدة قصيرة نسبيا على الاوضاع في داخل إيران وعلى النظام الاستبدادي القائم ذاته، علما بأن المقاومة الايرانية قد أثبتت وأکدت دورها وحضورها الاستثنائي داخل إيران بعد الانتفاضات الشعبية العارمة الاخيرة ضد هذا النظام، ومن دون أي شك فإن نجاح العالم في التخلص من تهديد التطرف الديني والارهاب المحدق به لايمکن أن يتحقق أبدا إلا بضرورة مواجهته في عقر داره وفي بٶرته الاساسية في طهران.