الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

لحسن العسبي: أجوبة المغرب

لحسن العسبي: أجوبة المغرب لحسن العسبي
كل لحظة انتخابية عامة تكون دوما مهمة جدا، لأنها سترسم خريطة سياسية وتدبيرية بالمغرب للخمس سنوات القادمة. لكن الأكثر أهمية هذه الأيام، بعض من الأجوبة التي يقدمها المغرب (الدولة والمؤسسات المتعددة المستويات)، أمام ما يحاول البعض جره إليه من مواقف أو ردود فعل، من قبيل أخبار تعميم التلقيح لتشمل الأطفال من 12 إلى 17 سنة (الأول في إفريقيا)، في أفق ربح رهان تعميم التلقيح مع نهاية 2021. وكذا النجاح في صفقتين صناعيتين وازنتين، تشكلان منعطفا في خيار تنويع مصادر الإقتصاد المغربي، عبر بوابة "التصنيع الثقيل"، تتعلق الأولى بالفوز بصفقة صناعة طائرات خاصة أمام منافسين دوليين وازنين بآسيا وأمريكا اللاتينية، حيث سيتم لأول مرة بدولة إفريقية إنتاج وتركيب طائرة كاملة من نوع "PC-12" (أنظر الصورة)، بعد التوقيع على إتفاقية مع الشركة السويسرية العالمية "PILATUS" والشركة البلجيكية المغربية "SABCA Maroc"، يتم بموجبها إنتاج تلك الطائرة بالدارالبيضاء، مما يندرج في خانة "الصناعات الثقيلة التخصصية".
بينما تتعلق الثانية، بصناعة سفينة صيد مغربية كاملة بمصانع السفن بأكادير، بيد عاملة مغربية وبخبراء ومهندسين وفنيين مغاربة. وهي "سفينة صيد بالجر" تعتبر ثاني سفينة من نوعها في العالم بعد مثيلتها التي تصنع بهولندة، التي ظلت تحتكر صناعة ذلك النوع من سفن الصيد البحري. والأجمل أن السفينة المغربية، صديقة أكثر للبيئة وتوفر 30 % من الطاقة، وأنها تنافسية على مستوى الثمن، مما جعل زبناء فرنسيين يشترون منها ثلاثة سفن سلمت فعلا بميناء "غويلفينيك" بمنطقة البروتان الفرنسية (قريبا من بحر المانش الفاصل بين فرنسا وبريطانيا). مثلما أن 4 دول إفريقية قد وقعت طلبات شراء نسخ من سفينة الصيد المغربية هذه، هي موريتانيا، أنغولا، الغابون و تنزانيا.
المغرب يعمل، يبني، يتعاون (رغم الكثير من أسباب العطب المكبلة داخليا).. أما من يريد التدمير والتعطيل والتشويش، فالبلد "ما مسالياش ليه".