الاثنين 25 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

خالد أخازي: الجزائر.. قرارات الحمقى لا تلزم الشعوب

خالد أخازي: الجزائر.. قرارات الحمقى لا تلزم الشعوب خالد أخازي

نحن آسفون...

فعلا آسفون.. إخوتنا في الجزائر... شعب الجزائر...

لم نكن نعلم أن فوبيا - ماروك التي اختلت لها الصحة العقلية لجنرالات الجزائر مزمنة لهذه الدرجة، وصعبة العلاج...

كان تقديرنا انطلاقا من قيمنا المشتركة ومصيرنا المشترك ووجداننا الشعبي التاريخي والحضاري، أن الدفع بالتي هي أحسن كفيل بشفاء هذه العصابة من مرض اسمه رهاب المغرب...

حين تشتعل النيران في غاباتكم... فكأنها تستعر في قلوبنا... لأنكم أهلنا ومنا...

لكنهم ... يعلقون الفشل والخيبة على مشجب المغرب...

نخاف غدا إن لم تمطر سماء الجزائر أن يتهموا المخابرات المغربية بقرصنة الغيم... والتنصت على الرعود والبروق...

كل مصائبكم... التي تضرنا أيضا والتي هي نتيجة طبيعية لنظام فاسد مفترس ناهب... يعزونها للمغرب...

آسفون جدا...

إخوتنا... أحبابنا... أهلنا...

لأننا عجزنا عن رد حكامكم إلى جادة الصواب... بالتي هي أحسن..

من أجلكم... لأنكم جزء منا... من تاريخنا... من ألمنا وأحلامنا..

تحملنا هلوسات الجنرالات... وتحملنا أحقاد العسكر... ولم نعر اهتماما لكل الجنون الذي يطبخ في مطبخ من قهروكم وكتموا أنفاسكم منذ الستينيات ولا شرعية لهم غير ثورة تحرير احتكروها وسطوا على تراثها وزيفوا تاريخها وصنعوا ملاحم ليست لهم، ليحولوها صكا تجاريا به يقتطعون ما شاؤوا من أرضكم وبحركم وثرواتكم وخيراتكم ومقدراتكم... حتى غدت الجزائر ضيعة الكبار ببزات عسكرية ثقيلة الأكتاف بلا حروب ولا أمجاد غير صناعة وتغذية الأحقاد ضد المغرب ودعم كل مخطط للشر ضده..

جنرالات بنياشين وهمية... بلا أمجاد ولا معارك غير قتل الجزائريين في العشرية السوداء، وتزييف الحقائق...

جنرالات لم ترقيعهم حروب ولا معارك ولا خدمات للوطن، غير الولاء للغنيمة والمال والقهر والسطو...

جنرالات صنعوا عبر التاريخ أشباه رؤساء، بهم يحكمون ويقتلون ثم يختفون...

أكبر إنجازاتهم تعطيل اتحاد المغرب الكبير، وتحويل المجرمين منهم إلى أبطال روعوا الجزائريين...

أنتم وحدكم الجزائريون الأقحاح.. أنتم الأمة والتاريخ..

أقلهم رتبة له جنسية أخرى... وملاذ في الخارج وحسابات متفرقة في العالم..

آسفون حقا... لأننا... لم نرد الضغينة بالضغينة... ولا العداوة بأختها والشكل والأسلوب نفسيهما..

لأننا نحن المغرب...

لا ندبر الخلاف بالأحقاد...

ولا ندبر العلاقات بالأوهام...

لهذا نحن دولة... وأمة عريقة...

آسفون... لأننا هكذا... حضاريون... متبصرون... لنا اختلالاتنا.. وأعطابنا أيضا.. لسنا كاملين... ولا مثاليين... لكن الحكماء هم من يحكموننا...

آسفون... جدا...

أننا لم نتفتح في منطقتنا الشرقية... مخيمات لحركات تطالب بالانفصال ولا بالجنوب القريب من أنفاسكم... ولم نمولها ماليا وسياسيا... ولم نزودها بالسلاح... عملا برد الصاع صاعين...

كان بإمكاننا أن نصنع لكم في خاصرتكم ورمين على الأقل...

لكننا... نحب الجزائر الوحدة بشعبها... ومصيرها... ولن نحمل الخريطة وزر الضغينة

كنا نقول.. حكام الجزائر ليسوا الجزائر...

ومازلنا... قرارات الحكام في بلد المليون شهيد ليست نابعة من إرادة شعبية ولا تطلعات جماهيرية...

فمن لا شرعية له... لا سيادة له...

والشرعية تم اسقاطها منذ انطلق هتاف الجزائريين بسقوط العصابة... كاملة... لا الصفوف الأولى...

الجزائريون إخوتنا.

رهائن بيد البلطجية السياسية وبيد قطاع طرق لكن ببزات عسكرية بلا حروب غير مقارعة الطواحين وخوض معارك على الورق..

كنا نؤمن ومازلنا... أن خصومتنا المفروضة ليست مع هذا الشعب العظيم الذي قدم تضحيات جمة من أجل التحرير ومن أجل الوحدة، ويستحق جوارا مغربيا طيبا.. يليق بأرض الشهداء والأمير المجاهد عبد القادر... ويليق بشعب نقاسمه الحلم والأمل..

آسفون فعلا... إن رددنا الشر بالخير... والعداوة بالمودة... والتشنج باللين... والحماقة بالحكمة.... والجنون بالعقل... والطيش بالحلم..

تبصرنا وحكمتنا لم يمنعا هذه العصابة من التضحية بمصير الشعب من أجل مصالحها الخاصة... لم يمنع هؤلاء العجزة القتلة من افتعال كل الخبل من أجل المضي بعيدا في العداء المتطرف بافتعال أزمات وتفويت الفرص على البلد..

لقد مددنا اليد لكم... وليس لهم... علهم يرشدوا و يتعقلوا...

ورجوا ما تعلمون من عفن صحافة الفساد والتسلط...

أفلام تراهن على النفس الطويل للريع والتسلط..

أقلام باعت الشعب وأخذت الثمن بالعملة الصعبة ولها تذكرة سفر بلا عودة مفتوحة الآجال..

لقد قابلنا كل الأحقاد بالود والعفو والتسامح ليس ضعفا... بل لأن آخر شيء ممكن للمغرب أن يفكر فيه هو أن يكون طرفا في أذية تصيبكم..

وجعكم هو وجعنا... لهذا تحملنا وصبرنا... لعل حكامكم يهتدون...

ها هو يعلنون قطع العلاقات الديبلوماسية....

إنهم يريدون فقط شغل الشارع الجزائري المنتفض ضد العصابة بأزمات مفتعلة... ليصنعوا للجزائريين خصما وهميا... والجبهة الحقيقية لكم إخوتنا... هم هؤلاء الذين قتلوكم واحتكروا الوطن غنيمة بينهم، وفقروكم... وأهانوكم... وكان يكفي الجزائر غازها ونفطها مع شهامة وسواعد ووطنية رجالها لتكون رائدة في التنمية...

سلوهم عن سبب قطع العلاقات مع المغرب...!

لقد أتوا خلسة كالعادة وحقنوه بمصل فوبيا - ماروك.. أتوا بعجوز منهك لوزارة الخارجية ليلعب دور الكاميكاز...

إنهم ينتحرون تاريخيا وسياسيا تباعا...

الرئيس الفاقد للشرعية المغلوب على أمره، الواجهة الهشة للنظام العسكري الاستبدادي أحرق آخر أوراقه حين لم يجد في بلد المليون شهيد مستشفى يداويه من كوفيد...

هل أنتم متيقنون أن من يحكمهم هو الرئيس الحقيقي... أم سوزي... أم كومبارس...؟

آسفون... أننا عجزنا بصبرنا وعفونا وحلمنا عن رد الحمقى إلى جادة الصواب... لتعانقوا المغرب بلدكم... وتعيشوا بيننا كالعادة إخوة...

لكنهم أغبياء... حقا بلداء...

هل منع إغلاق الحدود فرحنا وحزننا المشركين...؟

هل منع سرطان البوليساريو في جسد المغرب الكبير... عناقنا وأعراسنا المشتركة...؟

إنهم واهمون... إنهم يخافون من نور الحرية أن يتدفق متحديا الجغرافيا ليصل للجزائر عابرا الحدود فيحرج ليلهم وعتمتهم...و يخيفهم في أسرة خليلاتهم..

إنهم فقط خائفون...جبناء... خائفون من رياح الحرية والديمقراطية أن تهب من المغرب وتعلو على كل سور مهما علا... فيعلو الهتاف والمطلب بالكرامة والحرية...

فالمناخ السياسي بالمغرب مخيف للجنرالات...

يخافون عدواه...

ترتعش سيقانهم المنهكة عند كل خطاب ملكي...

لأن الملك يخاطب الجميع من القلب...

وهم قست قلوبهم كما وصفهم الله تعالى "كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ"...

كل خطاب ملكي هو زلزال يهز أركان حكمهم الغاشم...

بضع كلمات كجوامع الكلم... تقض مضاجعهم...

إنهم خائفون... أرادوا إلهاء لشعب زمنا حتى يخفوا صدى خطاب الملك الذي أرعبهم ...

وإن لمن الحكمة والمودة ما تنهار له الجبال خوفا ...

حتما سمعوا خطاب ملك يحب الجزائريين بقدر ما يحب شعبه...

أحرجهم هذا الحب الملكي الفائض محبة ونورا وحلما وكرما..

أخافهم... فأطلقوا آخر رصاصة من ذخيرة العداوة...

جربوا كل السموم والسبل الشيطانية...

كأنهم عقدوا اتفاقا مع الشيطان.. السلطة مقابل عداوة المغرب..

وحملوا عجوزا تكلفة عملية انتحارية...

قطعوا العلاقات الديبلوماسية....

لكن هيهات أن يستطيعوا بحمقهم قطع الأرحام... ومحو التاريخ... وحجب الضوء القادم من المغرب... وكتم الهتاف في الشارع الجزائري المطالب بالحرية والكرامة...

ألفنا حماقاتهم... منذ طردوا إخوتكم المغاربة يوم عيد الأضحى... إلى الحدود بالآلاف.. وشتتوا الأسر... وفككوا العائلات... ونهبوا الحقوق والأملاك...

هم هكذا حكامكم.... لكنكم لستم مثلهم.... لأنهم ليسوا منكم...

حاشا أن يكون قطاع الطرق حكاما لبلد ابن باديس والأمير عبد القادر....

آسفون... لأنهم خائفون...

ولأن المغرب سيخيب ظنهم ويبطل مكرهم... سنلوح لكم بأيادينا عند الحدود... سنخرج جحافل كالعادة... للشارع احتفالا بأمجادكم... سنبكي ونضحك معا نكاية في الجنون والهلوسة...

قرارات الحمقى لا تلزم الشعوب...

حماقات جنرالات الوهم... لا تصنع مجدا... بل فقط تنهك خيال الواهم... كأسطورة الجمهورية الوهمية...