الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

سعيد ازريبيع: الانتخابات ماضية وأنتم باقون ما بقي الطلح شامخا

سعيد ازريبيع: الانتخابات ماضية وأنتم باقون ما بقي الطلح شامخا سعيد ازريبيع

إن الصورة التي قدمها الشاب الاستقلالي في الداخلة من خلال نزع قميصه وإلباسه للمنتخب الذي مْزق قميصه، "أكبر من أي وصف، وتختزل معان كثيرة".

 

لن أدخل هنا في حيثيات ما وقع وكيف وقع ولماذا؛ لكنني على يقين تام أننا أكبر وأسمى من أن ننزلق في متاهات لحظية ماضية إلى خمس قادمة من السنين لن تنتهي، لها مالها، وعلى أصحابها وزرها..

الانتخابات في مجملها مجرد تكتيك، ولعبة سياسية لمن يتقن تفاصيلها؛ لأنها إثبات لوجود شرعية على الأرض مهما تباينت طرق الظفر بها.

 

فالساسة نوعان لا ثالث لهما؛ نوع يسعى إلى قضاء مآربه الشخصية بمجرد وصوله إلى سدة الحكم؛ ضاربا عرض الحائط كل الشعارات التي نادى بها خدمة للمواطن؛ وثان يسعى إلى خدمته دون أن يغفل مآربه الخاصة، وحق لنا الاختيار مادام يصعب إخفاء الشمس بغربال..

 

فالظرفية الراهنة تحتم علينا الحفاظ على سيرورة حياتنا وتعايشنا اليومي؛ لا أقل ولا أكثر؛ ببساطة لأننا جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر بالحمى؛ وليس هذا مجرد شعار يخط هاهنا؛ وإنما واقع نتنفسه لحظة بعد لحظة؛ ولا تقدر على زعزعته قوى الدنيا مجتمعة، لكن الخوف كل الخوف من تلك اللحظات العابرة التي ترمي بأصحابها في واد من الندم؛ لأننا أيضا مجرد بشر؛ والبشر غير معصوم من الخطأ...

 

حبنا الذي ترعرعنا فيه وتضامننا وتكافلنا ومودتنا لبعضنا، يجعلنا اليوم أكثر عقلانية مما مضى، وتكرر في الأذهان صور مجالسنا.. تكرر صحبتنا وأخوتنا وغيرة بعضنا على بعض؛ فلا يمكن لكل هذا أن يختفي في رمشة عين..

 

إن حياتنا التي نعيشها اليوم؛ لم تكن كذلك لولا ثباتنا على قلب رجل واحد، من منبع واحد؛ فلا عزاء للحاقدين وللذين يسعون إلى إسقاط "ركيزة" خيمة عمرها أطول من أعمارهم مجتمعين...
 
سعيد ازريبيع، إعلامي