حبيبي عبدالإله، و الدكتور "ديكرامس "(يسارا) طبيب مريرت ونواحيها، منذ أن كنت صبيا كان الدكتور "ديكرامس " طبيبا مرتبطا بمنجم جبل عوام، لكنه كان في خدمة كل قبائل ايت سكوكو وزيان ، أتذكره بسرواله الكاكي القصير وطوله الفارع وبسمته الهادئة وتواضعه الكبير وهو يتنقل بين الدواوير والقبائل لتقديم خدمة طبية لمن هو في حاجة إليها... ديكرامس الذي ترك بصمة عميقة في قلوب اهل مريرت، وفي كامل الأجيال التي تعرفت عليه وعلى اخلاقه العالية لن يموت ابدا، إنه في ذاكرة الخير التي يرعاها الحق ويحيطها بعنايته الكريمة لأن من أحب خلق الله وخاصة مستضعفيه وتقاسم معهم شيئا من علمه أو ماله او وقته كان الله وليه...
هذا نموذج الطبيب المفتقد الذي كان يحب مهنته، ويحب مرضاه، ويعشق التطوع ومعالجة المحتاجين بدون خلفية دينية أو غربية أو ما إلى ذلك من الاوهام المرضية ...
لهذا وجب التذكير بأمثال هؤلاء النصارى الذين توغلوا في الجبال وفي القلوب وأحبوا أهلها وعالجوا مرضاها ومنهم أيضا الأب الراحل laffont الذي كان يقيم بمنطقة لقباب وهو الذي كان يتكفل بالتلاميذ والتلميذات القادمون من الجبال حيث كان يكتري لهم بيوتا بخينفرة ليحولها إلى إقامات ويعين فيها راهبات يقمن بخدمة هؤلاء وقد حقق أغلب هؤلاء التلاميذ أحلامهم من الدراسة ولا أحد منهم اصبح مسيحيا أوبوذيا لهذا فكل تهم الأغبياء ترد عليهم.. كونوا مثلهم دون أهداف يحبكم الناس مدى الحياة...
شكرا لأخي وصديقي محمد بلقاسم الذي تكرم بإنزال صورة الطبيب ديكرامس تلك الأيقونة التي أوحت لي بهذا النص المرتجل والمشبع عاطفة وفورة إنسانية...
