الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

أحمد ميساوي: أتوقع تحالفا من ثلاثة أحزاب في الانتخابات المقبلة وهي..

أحمد ميساوي: أتوقع تحالفا من ثلاثة أحزاب في الانتخابات المقبلة وهي.. أحمد ميساوي
على خلفية الاستحقاقات الأخيرة التي جرت أطوارها يوم الجمعة 6 غشت 2021 لانتخاب أعضاء الغرف المهنية (الصناعة والتجارة والخدمات، الصناعة التقليدية، الصيد البحري، والغرف الفلاحية)؛ أجرت "أنفاس بريس" مع الدكتور أحمد ميساوي الأستاذ في الحقوق الحوار التالي:
 
- كيف تقرأ نتائج الانتخابات المهنية الأخيرة الخاصة بالغرف المهنية؟ وماهي في نظرك التحالفات الممكنة؟
اعتقد ان نتائج الانتخابات المهنية بالنسبة الأحزاب الثلاثة الأولى الحمامة والجرار، والميزان كانت منتظرة؛ لكن ما لم يكن منتظرا هو هذا الفرق الشاسع بين الحزب الأول التجمع الوطني للأحرار والحزب الثاني الأصالة والمعاصرة والثالث حزب الاستقلال؛ أما بخصوص حزب العدالة والتنمية، فكان من المتوقع أن يكون في رتبة احسن من الرتبة الثامنة التي وجد نفسه فيها حيث فقد أكثر من140 مقعد ولم يكن تقهقره مرتقبا بهذه الحدة؛ ولابد من الإشارة بأن حزب الأحرار على مستوى التواصل السياسي كان رائعا خلال السنتين الأخيرتين وحاول تطبيق الأعمال التي قام بها وزراؤه وسط التشكيلة الحكومية ؛وهذا ما لم يتمكن من فعله حزب العدالة والتنمية بحيث لم يستطع تطبيق اعماله الحكومية، إذا استثنينا المرور الشهري لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني.
أما بخصوص التحالفات الممكنة فالمؤشرات الأولية تقول بأن الأحزاب الثلاثة الأولى الأحرار والبام والاستقلال ستشكل نواة مهمة للتحالفات؛ وهذا ما بدا يظهر على مستوى جهة الشمال ثم جهة مراكش وأظن أن التقارب الموجود نوعا ما بين الأحزاب الثلاثة سيساعدها على تحالفات ممكنة فيما بينها سواء على مستوى الغرف المهنية أو على مستوى الانتخابات والاستحقاقات القادمة التشريعية والمحلية، خاصة وأن خصمها المشترك يبقى هو حزب العدالة والتنمية
-ألا تؤشر الأرقام المسجلة على تغيير في مواقع بعض الأحزاب الرئيسية وفقدان الثقة بها كالعدالة والتنمية بالنسبة للاستحقاقات الحاسمة المقبلة؟
هذه النتائج لا تعكس صورة واضحة وبالنسبة للاستحقاقات القادمة وأن كان نسبيا من المنتظر بالنسبة الأحزاب الثلاثة الأولى أن تتصدر المشهد في 8 شتنبر 2021؛ بخلاف حزب العدالة والتنمية ،صحيح أنه فقد العديد من الأصوات وخاصة المتعاطفين معه، وتقهقرت شعبيته على مستوى المشهد السياسي نظرا لاتخاذه قرارات لا شعبية ؛وهذا كان متوقعا وحتى زعماء الحزب يقرون بذلك ؛لأن حزب العدالة والتنمية انهكته السلطة خلال العشر السنوات الأخيرة ؛وكما تعلمون أن من يقود ومن يدبر الفعل أو الشأن العام له هاجس أساسي ومركزي يؤرقه المتمثل في التوازنات الماكرو اقتصادية والتي غالبا ما تكون معاكسة للبعد الاجتماعي؛ لذلك سيكون نوعا ما التصويت عقابيا في حق حزب العدالة والتنمية كما كان سابقا في حق حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بعد حكومة التناوب؛ لكن مع ذلك المرتبة الثامنة لا اظن انها ترضيه، وسيتنافس حزب المصباح على المراكز الاربعة الأولى وأتوقع أن يحل ثالثا أو رابعا ضمن تشكيلة الأحزاب الفائزة في الاستحقاقات القادمة على اعتبار أن لديه اصواتا قارة يمكن أن تبوأه المركز الرابع أو الثالث.
-لم تتجاوز نسبة المشاركة 47,24 % من مجموع الهيئة الناخبة المهنية الوطنية، فهل تشكل هذه النسبة إنذارا بارتفاع نسبة العزوف بالنسبة للاستحقاقات القادمة؟
بالنسبة للمشاركة التي حققت أكثر من 47 % في الظروف الصعبة والإجراءات الاحترازية وفي عز عطلة الصيف نعتبرها بالنسبة لانتخابات الغرف المهنية هي مشاركة لا بأس بها لكنها لا تعكس بأي حال من الاحوال نسبة المشاركة المقبلة؛ لأن للانتخابات التشريعية والمحلية نكهة خاصة مخالفة تماما ومغايرة لانتخابات الغرف المهنية. فإذا كنا قد وصلنا إلى هذه النسبة في الانتخابات المهنية فإنه بخصوص الانتخابات القادمة ستكون النسبة مهمة جدا بالنظر للتذمر العام خصوصا تجاه القرارات الإغلاق والحجر الخ؛ وهذا لا يفهمه المواطن بطبيعة الحال لأن ما يهمه هو تأمين لقمة العيش وتجاوز الاكراهات اليومية؛ وكل القرارات التي تم اتخاذها خلال هذه السنة ونصف كانت صارمة بالنسبة المواطن العادي الذي يعتبرها تضييقا على حريته وعلى مكاسبه إلخ .. لكن مع ذلك هي إجراءات ضرورية من أجل تجنب مطبات صحية وكثرة الإصابات والوفيات؛ ثم أن هذه الإجراءات جاءت في السياق العالمي خاصة وأن كل الدول والاقتصادات كانت شبه مغلقة وتعرض مواطنوها لنفس التضييق والحجر، واتمنى أن تكون إذن على الأقل نسبة المشاركة القادمة في نفس الحجم والمستوى التي عرفتها نسبة المشاركة في انتخابات الغرف المهنية.