الثلاثاء 23 إبريل 2024
مجتمع

بين رافض ومؤيد..هل يتعين تأجيل الانتخابات بسبب كورونا؟

بين رافض ومؤيد..هل يتعين تأجيل الانتخابات بسبب كورونا؟ مصطفى كرين، وجواد الشفدي(يسارا)
قال الدكتور مصطفى كرين، رئيس المرصد الوطني للعدالة الإجتماعية، إنه ومنذ غشت 2020  كان سباقا للمطالبة بأخذ الوضع الوبائي بعين الاعتبار أثناء تحديد تواريخ الاستحقاقات الانتخابية. وأبرز حينها المداخل الدستورية والمقترحات الكفيلة بتمكيننا من التعاطي مع هذا الوضع، وكرر هذه الدعوة قبل أسابيع.
وأضاف كرين، في تصريح لجريدة "أنفاس بريس "، إنه لا ينطلق من اعتبارات حزبية أنانية مخَدَّرة بالرغبة في المناصب والمكاسب، بل من معطيات علمية ومن رؤيا موضوعية. وقال بأن ما وقع في عيد الأضحى،  ليس سوى نموذجا مصغرا لما يمكن أن يقع بسبب الانتخابات، علما أن الحملة الإنتخابية تمتد لأسبوعين وتجمع المواطنين بالآلاف وفي ظروف تفتقد لأدنى رقابة أو تنظيم . 
وأضاف الدكتور كرين، أن سلوك الأحزاب الحالي ينطبق عليه القول المغربي: " شاف الما ما شاف الحافة". ولذلك فإن رأي الأحزاب في تأجيل الانتخابات من عدمه رأي لا يعتد به لأنها طرف مستفيد، داعيا إياها إلى التحلي بالوطنية ونكران الذات من أجل الصالح العام عوض الزج بالبلاد في أتون الكارثة في ظل وضع صحي جد متردي وبنية استشفائية ضعيفة وحالة إرهاق غير مسبوقة في صفوف الأطر الصحية.
وبين كرين أن المشكلة في الانتخابات لا تتعلق بيوم التصويت الذي يمكن التحكم في وتيرته، بل في الحملة الانتخابية التي ستستنزف قوات الأمن وتشغلها عن تطبيق الإجراءات الاحترازية، كما أنها تتعلق بالتجمعات واللقاءات في مناطق مغلقة وبدون أدنى احتياط، متسائلا عن ما اذا كانت الأحزاب والداعين لتنظيم الانتخابات مستعدون لتحمل المسؤولية عما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع بعد الانتخابات، أم أن الجميع  سيتبرأ من العواقب ويتفرغون لتجاذباتهم حول تركيبة الحكومة وتوزيع الحقائب .
من جهته، أكد جواد الشفدي، رئيس المرصد المغربي للمشاركة السياسية، إن تأجيل الإنتخابات سيلحق أضرارا فادحة بالمسار الديمقراطي وبسمعة المغرب لدى المنظمات الدولية والمنتظم الدولي، علما أن المغرب حافظ على دورية انعقاد الإنتخابات في وقتها، داعيا إلى التخفيف من مظاهر الحملات الإنتخابية والتي تتم على شكل تجمعات ومسيرات، بإيجاد حلول لتنظيم حملات انتخابية تجمع عددا محدودا من الأفراد ومنع تجمعات " الولائم والزرود ".
وأشار الشفدي إلى  أنه يمكن مثلا الإكتفاء بحملات عبر الإستعانة بسيارات من الحجم الكبير مع مكبرات الصوت للتعريف بالبرامج الإنتخابية للأحزاب خلال الحملة الإنتخابية، مضيفا بأن مكاتب الإقتراع تعاني أصلا من ظاهرة العزوف وتكاد تكون فارغة من المصوتين خلافا لدول أخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية التي تعرف توافدا مكثفا للناخبين ومع ذلك فقد حافظت الولايات المتحدة الأمريكية على دورية انعقاد الإنتخابات الرئاسية في أوج جائحة كورونا.
وأكد جواد الشفدي أنه مع استحضار معطى الإزدحام الشديد الذي تعرفه الشواطئ والأسواق والأماكن العمومية، تبدو الدعوة إلى تأجيل الإنتخابات بسبب جائحة كورونا لا تستند على أساس، علما أن مكاتب الإقتراع تعرف توافدا ضئيلا للناخبين.
وحرص محاورنا على القول بأن الدعوة إلى تأجيل الإنتخابات، لايمكن أن تكون عبر تدوينات فيسبوكية، بل عبر إصدار بلاغ رسمي واحترام القانون. واذا تفاقم الوضع الوبائي لا قدر الله – يضيف الشفدي - فقد تضطر السلطات إلى تخفيف مظاهر الحملة الإنتخابية.
وأوضح أن الدولة التي استطاعت ايجاد حلول لمواجهة جائحة كورونا وتمكين المواطنين من جرعات التلقيح عبر بعث رسائل قصيرة بالهاتف لايمكن أن يعوزها تنظيم الحملات الإنتخابية خلال جائحة كورونا.
أما بالنسبة للداعين إلى التأجيل – يقول الشفدي- فهي الأحزاب التي استشعرت أنها لن تحصل على مراتب مهمة في الإنتخابات المقبلة، ومنها بعض الشخصيات السياسية التي دعت إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، وضمنهم ادريس لشكر، الكاتب الأول للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، وهو الأمر الذي يكشف عن عجزها وفشلها الذريع، مبديا رفضه الشديد لتشكيل حكومة وحدة وطنية، بل لابد من حكومة سياسية تخضع للمحاسبة من طرف المواطنين خلال المحطة الإنتخابية.