أصدر المكتب الوطني للنقابة المغربية المستقلة لقطاعات البناء والاسكان والتعمير والتنمية المجالية المعروفة اختصارا بـ"سماتشو"، مؤخرا، بيانا ناريا مطولا حول ما وصغته بمظاهر الفساد الإداري والمالي الذي طبع الوزارة في فترة ابتلاءها بالوزير نبيل بنعبد الله.

وتساءل البيان الذي توصلت "أنفاس بريس" بنسخة منه عن موقع الوزارة الحالي من الحوار الوطني حول الاستراتيجية الوطنية للعقار بعدما سجل غيابها الشبه التام عن لعب الدور المنوط بها علاوة على ضرورة التفاعل مع ما يقع من المتَغيُّرات والمستجدات والتوجهات الجديدة؟! واستغرب البيان في عدم اعطاء الصلاحيات التامة لمديرية الإنعاش العقاري حتى تؤدي مهمتها الريادية في هذا المجال؟!، رغم ان التنظيم الهيكلي الرسمي للوزارة كان يتضمن حتى وقت قريب، جهازاً مكلفاً بالشؤون العقارية تشرف عليه لسنوات عديدة نخبة من خيرة الاطر بدءا من المرحوم عبد النور لمفرج ثم محمد موثيق ومصطفى الجباري !!
وأضاف البيان ان الوزارة لم يسبق لها أن عرفت تقهقرا و تخلُّفاً وركوداً وفساداً بقدر ما عرفته في عهد وزير "المعقول"، الوزير وو أمين"التقدم والاشتراكية"،!!

ففي زمنه أصبح رحم الوزارة عقيماً لم يلد ولو فكرة واحدة صائبة بعدما جف معين الوزارة الذي كان يتدفق بوديان من المعرفة ومن الأفكار النيرة ذات البعد الإستشرافي أيام كاتب الدولة الإشتراكي محمد امباركي، والوزير الاستقلالي توفيق حجيرة، وخاصة عندما كان هذا الأخير وزيرا منتدبا مكلفا بالإسكان لدى الوزير الأول حينذاك إدريس جطو!!..
وذكر بيان"سماتشو" أن وضعية التدهور كانت منتظرة بعدما تخلى الوزير المخلوع من منصبه نبيل بنعبد الله، عن بعض من أهم أُطر الوزارة وأبنائها كسعيد زنيبر الكاتب العام السابق للوزارة والوالي حالياً ،على جهة فاس مكناس عندما قال هذا الأخير " لا " للوزير و اختلف معه حول كيفية استعمال مداخيل "صندوق التضامن للسكنى والاندماج الحضري"، و كذلك الشأن مع أطر أخرى كمصطفى بلامبو، وَعَبد الهادي أبطال، والحسين الورياغلي، وفريد الرواتي، وياسر النيلوي، وعزيز متهدب، ويوسف الزراد، وعبد اللطيف نجيح وغيرهم، وفي نفس التوجه تم تجميد فعاليات وأُطر أخرى من قبل يتعلق الأمر بمحمد رشيد فهري وعسّو هدّي وآخرين، وانتهكت حقوق الباقين من قبيل محمد قسّو الذي سُلب منه منصب مدير مركزي ظلماً وعدواناً بعد ما كان ضحية فساد تجلّى في إبرام وإتمام صفقة تم الاتفاق عليها في جنح الظلام تحت شعار "اعطيني نعطيك"..
و تابع البيان بأن الطامة الكبرى، حدثت عندما سلّم الوزير المغضوب عليه، زمام كل أمور الوزارة إلى رئيسة ديوانه، وهي التي تفنّنت وبرعت في إسكات كل الأفواه! و استولت على كل دواليب الوزارة. ونسيت ان تهتم بسياسة الوزارة القطاعية التي هي مسؤولة عنها حكوميا ودستوريا.. بل وسلبت رئيسة الديوان كل الاختصاصات الإدارية من الكاتبة العامة للوزارة فاطنة شهاب، التي تعد من خيرة أطر الوزارة جدية ونزاهة ومهنية، وأصبحت شهاب اليوم من أكبر ضحاياها إلى جانب إطار آخر هو أحمد الداودي، مدير السكن الاجتماعي ، فرئيسة الديوان هذه يستطرد البيان، بتدخلات من الحزب ومن الموالين له نصّبت من شاءت من المديرين المركزيين الجدد ليُسهلوا عليها المأمورية والتمادي في سياسة النهب وإعطاء و الامتثال للأوامر والقبول بالفساد والسكوت عنه وعن الحق.

واستدل البيان في شهادته على ما أقدمت عليه رئيسة الديوان عندما قامت بإلغاء مصلحة الصفقات من هيكلة الوزارة بالمرة (بمعنى التشطيب)، لا لشيء سوى لأن رئيسها عمر القاضي، الذي هو عضوٌ بالمكتب الوطني لنقابة "سماتشو"، لم يسايرها في مقالب فسادها، بل تعرض لكل عمليات النصب التي كانت تحبكها من أجل الاحتيال على المال العام لتتمكن من نهبه وسرقته.وحتى يكتمل السيناريو المحبوك، نصّبت رئيسة الديوان مديرة جديدة على رأس مديرية التواصل والنظم الإعلامية، وهذه الأخيرة كانت لوحدها تصادق على كل عمليات فسادها وتقر بإتمام أشغال لم يكن لها في الأصل تسليم أو إنجاز يذكر.و لهذا أعلنت "سماتشو"بأنها ستطالب هذه المديرة بتقديم كل الحسابات عن كل ما تم توقيعه من طرفها من نفقات وإبرام التزامات أو من طرف من يعمل تحت إمرتها.. كما ستطالب"سماتشو"بمساءلة بؤرة أخرى من مخلّفات الفساد المتبقية تتجسّد في المفتش العام للوزارة!! متسائلة كيف لرئيس ديوان وزير أن يصبح بين عشية وحتى قبل ضحاها مفتشا عاما لنفس الوزارة؟! حكَم وطرَف في نفس الوقت والحين!! و"سماتشو"ستحاسبه هو الآخر عن كيفية توليه هذا المنصب، ثم عن سكوته وغضِّه الطرف عن كل ما كان يقع ويجري من تدمير وسرقة ونهب كما لن تسكت عما يقع في مديرية الموارد البشرية.
ودعت "سماتشو" عبر بيانها الناري هذا ، باقي المديرين المركزيين أن يستنتجوا الدروس ويأخذوا العبر كاملة غير متقوصة، وأن لا يسوقوا رقابهم إلى مجازر الفساد ليقدموها قربانا إلى الوزير الجديد القادم في غضون الأيام القليلة الآتية إن كان من نفس الطينة أو أراد السير على نفس نهج من سبقه..و عليهم أن لا ينبطحوا ولا يُسلموا أنفسهم أو يبيعونها رخيصة أو يستسلموا بسهولة ويأخذوا العبرة من فاطنة شهاب الضحية الأولى للوزارة !!.
ودعا البيان في الختام جميع المسئولين بالوزارة مركزيا جهويا واقليميا إلى الانخراط بنقابة "سماتشو"، مؤكدا أنها نقابة مستقلة غير تابعة لأي تيار سياسي كان، وغير متأثرة بضغوطات أو منفذة لأوامر حزبية أو صادرة عن مركزيات نقابية، وهي وحدها صاحبة قراراتها و قادرة على رفع كل التحديات...