على هامش النقاش المثار حول ملف نفق ممر تيشكا، الذي يعد أحد أهم الأوراش المهيكلة للأقاليم المنكوبة التي يؤدي إليها، والمتمثل (النقاش) في الافتتاحية التي كتبها عبد الرحيم أريري، مدير نشر "أنفاس بريس" و"الوطن الآن"، ارتأى الجامعي والباحث عبد الوهاب دبيش أن ينير هذا الموضوع عبر هذه الإشراقة/ التدوينة:
"في سنة 2002 كنا ضيوفا على جمعية ثقافية، نظمت أياما دراسية عن مجال سكورة.. وعلى هامش كل اللقاءات تدور نقاشات حول موائد العشاء أو الغذاء، ولعلها أهم نقاش في اللقاءات المشابهة.. وتبادل معنا أهالي ورززات الحديث عن معبر تيشكا الذي ذكروا أنه لا يحتاج غير نفق في الجبل طوله أحد عشر كلمترا. النفق المذكور الذي ذكر الأصدقاء بأنه يمكن أن يساهم في تنمية مداخيل السياحة بورزازات والأقاليم المجاورة، إلى درجة أنهم قدروا أن ورزازات تفقد لوحدها مئة ألف ليلة في فترة انقطاع الطريق حين تساقط الثلوج.. الزميل والصديق أريري الذي ذكر أن مجال أقاليم زاكورة والراشدية وتتغير وورزازات يمثل أكثر من ربع مساحة البلاد.. مجال غير معتنى به رغم الإمكانيات الهائلة التي يوفرها للدولة.
ماذا يمكن للدولة أن تصنع في هذا المجال؟ قربه من السفوح الشرقية الأطلسيين الكبير والمتوسط يجعل أمر تجهيزه، فتحيا بربطه بشبكة السقي بالتنقيط.. تخيلوا لو أن أراضي لم تنتج حبة واحدة تتحول إلى مجال مغروس بالكامل بكل أنواع الأشجار المثمرة وإنتاج الخضراوات.. كم يحتاج هذا الورش من طاقات بشرية.. ألا يوجد في أحياء مولاي رشيد بالدار البيضاء، وقرية سيدي موسى بسلا، وزواغة بفاس، وعوينة الحجاج، من طاقات مهدورة متروكة للعبث ولسوق الممنوعات التي تنخر قواهم وتحولهم إلى طاقات ليس لها ما تصدره غير العنف ضد نفسها وضد الآخر؟ كم تبلغ التكلفة الأمنية والبشرية لبقاء الوضع على ما هو عليه؟
النفق لن يتطلب أكثر من 8 ملايير درهم، أو أكثر، ويمكن أن ينجز بشراكة مع البنوك الإفريقية والمغربية، ولَم لا أن نتفق مع حلفائنا الفرنسيين لإنجازه في زمن قياسي، إذا توفر التمويل؟ أليس هذا أولى من أن نستقدم الخطوط الفائقة السرعة التي تفكر فرنسا نفسها في التخلي عنها، نظرا لنفقاتها الباهظة والمكلفة للخزينة العمومية الفرنسية.. هنا ستكون الاستشارة صائبة ومفيدة للجميع.. أليس من حق مجال كهذا أن يستفيد من اهتمام الدولة لإنصافه تنمويا، كما هو حال مدن الشمال.
إن من حق ساكنة الراشيدية ورزازات وتنغير وزاكورة أن يكون لهم شوارع وأحياء مثل حي الرياض بالرباط، وكاليفورنيا بالدار البيضاء، ومالاباطا بطنجة..
هل فكرتم في نتائج فعل مثل هذا؟ أترك لكم تخيل ذلك".