الخميس 18 إبريل 2024
خارج الحدود

منظمة العفو الدولية.. تحقيق عن منظمة انحرفت عن خط تأسيسها

منظمة العفو الدولية.. تحقيق عن منظمة انحرفت عن خط تأسيسها بيتر بينسن، مؤسس امنستي
60 سنة هي عمر منظمة العفو الدولية.. 60 سنة قضاها أعضاء المنظمة يرصدون لحقوق الإنسان في مختلف بقاع العالم، لكن خلال الفترة الأخيرة، يبدو أن "أمنستي" فقدت مصداقيتها وبدأت تنهار تنظيميا بعد فضح اعضاءها لطرق اشتغال قيادتها، وخروجهم عن الخط التأسيسي في مناصرة المظلومين وضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان عبر العالم، إلى آلية للضغط والابتزاز، بعيدا عن الحيادية التي ميزت مسار اشتغالها خلال العقود الماضية..
مقال مطول تم نشره في موقع "أطلس أنفو" يكشف جزء من حقيقة منظمة تقدم نفسها مدافعة عن حقوق الإنسان وأعضاؤها يعيشون خروقات مادية ومعنوية أدت ببعضهم تحت الضغط النفسي إلى الانتحار دون الحديث عن ممارسات عنصرية وفق العرق، تجتاح هياكل المنظمة..
أحد موظفي "امنستي" تحدث قائلا: "كان الجميع مرتابين لأن هناك سيل من المعلومات التي تمر أمامنا، ونحن أمام هاجس السرية، وزاد من ذلك انتحار عدد من نشطاءها، وكذا التعويضات المرتفعة لقادتها، والتواطؤ مع الحكومات وتمويلها المبهم.. كل هذا جعل المنظمة تنحرف عن تعاليم وتوحيهات مؤسسها".
"غيتون موتو" واحد من موظفي منظمة العفو الدولية ينحدر من غرب أفريقيا، اشتغل في الفرع الباريسي لمدة 28 عاما، في 26 مايو 2018، وضع حدا لحياته، تاركًا زملاءه القدامى مستاءين وغاضبين لدرجة أنهم أطلقوا عريضة داخلية مطالبين بالتحقيق في سبب انتحاره، العريضة تضمنت أيضا ظروف الاشتغال في المنظمة وسبل التواصل وجمع الأموال بدلاً من العمل الميداني، لكن في لحظة غادر هذا الموظف الحياة تاركا عددا من الأسئلة حول ظروف انتحاره..
ومع انتحاره، "نكتشف الجانب الآخر من المشهد"، كما كتبت صحيفة "لوموند"، في ورقة نُشرت في دجنبر 2018، لم يعد هذا الموظف قيد حياته يجد نفسه في منظمة تبيع العفو في كل وقت وفضل إنهاء ذلك بدلاً من الاستمرار في السخرية من "المديرين الشباب الطموحين الذين يعتبر الدفاع عن حقوق الإنسان لديهم عملًا تجاريًا مثل أي شركة أخرى، وإفريقيا سوق آمن ومولد الأزمات" يتابع كاتب المقال.
في استطلاع بعنوان "تحقيق منظمة العفو الدولية في منظمة غير حكومية معدلة وراثيًا" عام 2011، يروي "مارك جيرو" كيف سقطت منظمة العفو الدولية عن قواعدها مع الخيارات الاستراتيجية التي أدت بها إلى الإفلاس الأخلاقي.
وحسب تقارير فإن منظمة العفو الدولية "مخترقة من قبل ممثلي الحكومات، حيث تشارك في نزاعات معينة، وتتجاهل أخرى، وغير ما مرة تظهر استراتيجية تعكس سياسات إدارات الشؤون الخارجية في المنظمة، ولا تخفي بعض الحكومات مثل الولايات المتحدة وبريطانيا استخدام هذه المنظمات غير الحكومية..
ويخلص المقال إلى أنه من الواضح أن الأسطورة التي جعلت منظمة العفو الدولية منظمة محترمة تخشاها الدول لجودة عملها واستقلاليتها، ماتت في نفس الوقت مع مؤسسها.