الجمعة 19 إبريل 2024
خارج الحدود

عميد رؤساء بلديات فرنسا يهاجم الجزائر: "عليكم أن تشكروا فرنسا بدل البصق عليها"

عميد رؤساء بلديات فرنسا يهاجم الجزائر: "عليكم أن تشكروا فرنسا بدل البصق عليها" عميد رؤساء بلديات فرنسا "جيرار تاردي"
أثارت دعوة عميد رؤساء بلديات فرنسا "جيرار تاردي"، الحكومة الجزائرية "بتقديم الشكر لبلاده بسبب استفادتها من ما تركه المستعمر بدل البصق عليه" غضب الجزائريين الشديد معتبرين تصريحه "صبا للزيت في النار".
وقال العميد الفرنسي في افتتاحية المجلة الفصلية لمدينة "لا لوار الفرنسية" بعنوان "حقيقة الحرب الجزائرية"، إن كلامه جاء استجابة لطلب وزيرة الذاكرة وشؤون المحاربين القدامى، التي سبق أن صرحت في مارس الماضي بمناسبة الذكرى السنوية لاتفاقيات إيفيان، "إنه من الضروري نقل الشهادات والاستماع إليها وتدريس تاريخ الحرب الجزائرية، ويعدّ ذلك التزاما لتماسكنا الوطني".
وعلى خلفية ذلك أكد عميد رؤساء بلديات فرنسا (82 سنة) المنتسب إلى جيش الاستعمار الفرنسي، أنه من واجبه أن يتحدّث عما رأى في الجزائر خلال مشاركته مع جيش المستعمر في الجزائر، واتهم في نفس الوقت الجنرال ديغول بالخيانة عقب توقيع اتفاقيات "إيفيان"، مؤكدا في تصريح لصحيفة "فرانس بلو": "كنت أرغب في كتابة هذه الأشياء منذ فترة طويلة".
وعقب نشر المقال انتقد عضو مجلس المدينة، جوليان ليكسيس، خطاب تاردي في الافتتاحية واتّهمه بصب الزيت على النار وزاد قائلا:"إنه كان من المفروض أن يساهم تاردي في بناء ذاكرة سميكة، كونه المسؤول الأول على مستوى البلديات."
عضو مجلس مدينة لا لوار استنكر "استغلال" عميد رؤساء بلديات فرنسا للنشرة البلدية من أجل التعبير عن آرائه، وتبرير "خرجته المثيرة للجدل"، مذكرا بأن العدالة تمنع تطرق النشرة البلدية إلى ما هو خارج "الكفاءات المحلية والاهتمام المحلي العام".
خصم تاردي في مجلس المدينة، ايميل غاسا، انتقد أيضا استعمال المنتسب لجيش الاستعمار الفرنسي لصفحات نشرة المدينة الرسمية لطرح أفكاره.
وانتقد "إيميل غاسا" خصم "تاردي" في تصريح لصحيفة "فرانس بلو" قائلا: "سكان لورات من أصل جزائري وغيرهم صدموا بهذا النص لكنهم لا يرغبون في التحدث خوفا كما يقولون من انتقام رئيس البلدية"، وأضاف "إن تصريحات تاردي حلقة جديدة في الحياة السياسية للمدينة عندما يتدخل رئيس البلدية جيرار تاردي في مجال الأفكار" وقال:" إن ما كتبه جدال خبيث".
وعاد "غاسا" للتذكير بالرسائل على لوحات إعلانات البلدية في عام 2016، والتي تأمر مواطني البلدية المسلمين بأن يعيشوا رمضان “بهدوء”.
ودّ أحد المعلقين الغاضبين على تصريحات عميد رؤساء بلديات فرنسا ب:"ما تركه المستدمر لقد دمر وحرق الحقول وهدم القصور والمساجد وعاث فيها فسادا. التاريخ شاهد. ما كان يحتل بلدة حتى يحرقها ويبيدها وخاصة السنين الأولى. ناهيك عن تحريف وحرق التاريخ. إنكم أوسخ استعمار عرفته الأرض. "
وردّ المسمى عبدو: "على أي شيء نشكر الاستدمار الفرنسي على البنوك الفارغة أو على إحراق مكتبة جامعية تحوي ملايين الكتب القيمة في ذلك الوقت وعلى قتله وتدميره قرى كاملة على رؤوس ساكنيها من الأطفال والنساء والشيوخ والرضع أو على تجهيل أجيال و تدنيس أفكار و أخلاق أمة بأسرها ووووو…القائمة طويلة جدا .."
خلافا لما سبق، عبر الملقب ب"غاندي" عن لتفاقه لما قاله عميد رؤساء بلديات فرنسا "جيرار تاردي" معنونا ردّه ب"الوهم المقدس" وجاء في تعقيبه "هذا صحيح . ليس في الجزائر بل دول عربان جميعها. انظروا إلى فيديواهات على يوتوب كيف كان اجدادنا. فيديوهات تعطيك صورة مؤلمة جدا عن واقع محزن ومخزي في آن واحد لبلداننا في تلك الحقبة.
شعوب عرفت ثورة فكرية وصناعية هائلة ساهمت في تقدمها علميا وصناعيا ..بينما أجدادنا الأبرياء كانوا خارج التاريخ في سبات عميق فقر وجهل وأمراض تنخر المجتمع. أكيد شعوب من كوكب آخر توقف الزمن عندهم نهائيا.
مند القرن الخامس عشر الميلادي كأنهم أهل الكهف عادت إليهم الحياة من جديد ، عندما فوجئوا بهذه القوة الهائلة الجبارة التي احتلت بلدهم عنوة بعتادها الحربي المهول وقطاراتها البخارية المتطورة ،، انبهار واندهاش تام للناس التي مازالت تمتطي الحمير وتتداوى بالكي والأعشاب وتنتظر المعجزات بالدعوات ،للأسف انهزمنا حضاريا ولم يكن وليد اليوم بل مند قرون خلت، والواقع ليس سوى تحصيل حاصل ،لحالة مزمنة فرضها علينا الاستبداد السياسي الذي خلق القطيع المتحكم به بعد أن حارب العلوم الوضعية العقلية بإحراق كتب الفلسفة والمعرفة والعمل على القضاء على الحرية والعلم بعد أن شجع الفكر القدري والاتكالية بنشر الخرافة والجهل بين الناس فضلا عن تشغيلهم والهاءهم بخطاب ديني بائس كرس الكسل والتخلف. وللأسف ما زال مستمرا من أجل الهيمنة على مقدرات البلد والبقاء في السلطة لتكريس التبعية والخنوع والمزيد من الانحطاط الفكري والمعرفي، مما أعطى الفرصة للقوي كي يحتل بلداننا للدفاع عن مصالحه الحيوية على المدى البعيد".