الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد الروامشي: قرار المنشقين عن شبيبة الاشتراكي الموحد يفتقر للشرعية القانونية والتاريخية

محمد الروامشي: قرار المنشقين عن شبيبة الاشتراكي الموحد يفتقر للشرعية القانونية والتاريخية محمد الروامشي

يبدو أن أخلاق الوحدويين صارت تظهر للعلن شيئا فشيئا، فهم لم يكتفوا بالانشقاق ومحاولة نسف الحزب الاشتراكي الموحد، وإنما هم يحاولون تشويه صورته والضرب في مصداقيته بهدف الإطاحة به، غير أن هذا لن يردعه عن السير في مساره المستقيم بكل مشروعية وديمقراطية.

 

سال مداد الكثيرين في جلد الاشتراكي الموحد بدون تريث وتمهل لمعرفة الحقيقة. وانهالوا عليه بالشتم والسب والسخرية من أشياء حوّلتها بعض المنابر الإعلامية وبعض الحاقدين على اليسار إلى حقيقة..

 

أولها، أن الاشتراكي الموحد انسلخ من التحالف الفيدرالي وأنه لم يحترم مخرجات المؤتمر الرابع للحزب الاشتراكي الموحد. والحقيقة أن الحزب الاشتراكي الموحد الذي بادر باقتراح لجنة وطنية لأحزاب الفيدرالية كحل لمواكبة كل العواقب التي أمامنا بخصوص الانتخابات (تنظيميا ولوجيستيكيا وماليا) وبدونه لا يمكن ان نشارك في الانتخابات لتأثيث المشهد الانتخابي فقط، الشيء الذي قوبل بـ "اللاجواب" من الطرف الآخر، حينها اتخذ المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد قراره هذا رفضا منه أن يكون مجرد واجهة لتجميل المشهد السياسي الانتخابي أو لمصالح ذاتية.

 

ثانيا، مسألة ترويج أن التيار المعروف باليسار الوحدوي الذي انشق عن الحزب الاشتراكي الموحد هدفه هو بناء الحزب اليساري الكبير، البديهي في الأمر أن جل من انتسبوا لهذا التيار يعلمون علم اليقين أن شروط الاندماج لم تنضج بعد، والواقع خير دليل على ذلك..

كيف لتيار لم يهتم لوحدة حزبه أولا أن يهتم لوحدة أحزاب أخرى، وانشقاقه عنه بين عشية وضحاها مخافة فوات أوان الانتخابات، أو مخافة أن تضيع عليه فرصته في الانقضاض على المناصب.

 

ثالثا، مسألة فك ارتباط بعض أعضاء حركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية (شبيبة الحزب الاشتراكي الموحد) المنتسبين أيضا للتيار المسمى بـ "الوحدوي" في خرق سافر للقانون، ودون اكتمال النصاب القانوني والترويج له بأنه قرار حشدت والحقيقة أنه قرار التيار المنشق "الوحدوي" في حشدت، قرار بدون معنى إذ يفتقر إلى الشرعية القانونية والأخلاقية والتاريخية، لا لشيء غير بغية تهريب الشبيبة من خطها النضالي وفتح إمكانية إلحاقها بأي تنظيم آخر (وإن كان يمينيا)، لأنهم يعتبرون قرارهم هذا (فك الارتباط بالحزب الاشتراكي الموحد) قانوني في مشهد مؤلم وبصورة بشعة، ويعمق تشتيت اليسار في وقت قياسي لم يشهد له التاريخ مثيل، وإنني لمؤمن كل الإيمان أن التاريخ كفيل بأن يجعل الصدق والنضال الحقيقي يطفوا فوق كل المصالح الذاتية لابسة لجلباب اسمه "توحيد اليسار".

 

محمد الروامشي، عضو المكتب الوطني لحركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية