الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

كمال السعيدي: ما يقع للحزب الاشتراكي الموحد خسارة له ولليسار عموما

كمال السعيدي: ما يقع للحزب الاشتراكي الموحد خسارة له ولليسار عموما كمال السعيدي

ما يقع للحزب الاشتراكي الموحد مؤلم حقا وهو خسارة له ولليسار عموما.. وما كان ينبغي له أن يحدث.. تقديري أنه كان من الممكن تفادي كل هذا لو أنه تم احترام مخرجات المؤتمر الوطني الرابع وتوصيات الهيئة التقريرية للفيدرالية، وخاصة تجنب الحدث المدمر ليوم 29 يونيو 2021.

 

أتذكر أنني في نقاش مع رفيقين من المكتب السياسي على هامش الاجتماع الذي عقدناه بالحسيمة، قلت لهما ونحن على اطلاع بالمشاكل والاستقطابات التي أصبح يعرفها ويجرها الحزب منذ مؤتمره الأخير، قلت: إن من شأن التراجع على مشروع الاندماج (لم أشأ تسميته بالانقلاب وقد بدت ملامحه تلوح في الأفق) الذي أقره المؤتمر أن يدمر الحزب وأن فيدرالية اليسار ليست مجرد تحالف أحزاب وإنما هي حالة أو وضع سياسي وقانوني أقرب إلى الاندماج، حتى ولو أن هذا الأخير لم يتحقق بالكامل بعد. وقلت لهما إننا لن نستطيع تدبير مؤتمر وطني جديد بنفس السهولة والأريحية المعهودة.. شعرت بأن أحد الرفيقين استوعب الأمر حقا، ولكن الآخر لم يأخذ تنبيهي على محمل الجد.

 

جرت بعد ذلك مياه كثيرة تحت الجسر ووقع ما وقع مما لا مجال للتفصيل فيه الآن، وأصبح الاختلاف بين وجهتي نظر داخل الحزب حادا وشديدا، مما دفع بطرف من الأغلبية يسعى للاندماج إلى تقديم طلب تأسيس تيار يتموقع على مسافة واضحة من القيادة الموالية للأمينة العامة لعل ذلك يساهم في تخفيف الاحتقان ويساهم في صيانة الحزب ومشروع الوحدة.. إلى أن وقع السحب المفاجئ للتصريح المشترك يوم 29 يونيو.. هذا الحدث في نظري كان فارقا ومدمرا، وكل التسارع في الأحداث الذي نشهد مؤخرا مرتبط به بشكل أو بآخر.

 

لقد توارى صوت العقل قبل ذلك التاريخ حين انخرط البعض في معارك تكسير العظام أو خرق القوانين، وتخطي كل حدود اللياقة واللباقة الرفاقية دفاعا عن أناه المتضخمة أو مصلحة ضيقة؛ ولكن يبقى أن الذي أفتى على قيادة الحزب بسحب تكتيكي أو حقيقي للتصريح المشترك في مرحلة غاية في التعقيد، إما أنه لم يكن يرى كل هذه التداعيات الخطيرة فهو بذلك قائد أو مستشار غير محنك تجرأ على النصيحة بغير علم ولا خبرة فارتكب خطيئة لا تغتفر، أو أنه كان يراها جيدا ويحسب لها بل ويريدها فيكون بذلك قد سعى عن قصد إلى تخريب تجربة حزبية رائدة لغاية في نفسه يعلمها حق المعرفة والمستقبل كفيل بتوضيح كل شيء ..

 

وأنا هنا لا أرمي كامل المسؤولية على طرف دون الآخر، لعلمي أنها مسؤولية مشتركة ولي فيها قدر أو نصيب لن أتهرب منه رغم التفاوت في النوايا والدرجات والخسارات.. ولا أعجب إلا ممن يبرئ نفسه أو يزهو بانتصاراته الوهمية...