الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد الإله حسنين: هل هي مخيمات أم أنشطة صيفية؟

عبد الإله حسنين: هل هي مخيمات أم أنشطة صيفية؟ عبد الإله حسنين
تفتقت عبقرية الوزير الفردوس ومن معه مؤخرا وقام بتغيير كبير على مستوى اللغة ودائما بحضور الجامعة الوطنية للتخييم إن لم نقل رئيسها، فبعد إعلانه تنظيم المخيمات الصيفية وفق البرنامج الوطني للتخييم حذف النقل والمبيت، وبعد موافقة الجامعة على ذلك ومعارضة مختلف الجمعيات المهتمة بالمخيمات كليا أو جزئيا؛ أعلن عن اجتماعه بالجامعة للإعلان بعد عطلة نهاية الأسبوع عن قرارات جديدة، وبعد سماعنا لذلك استبشرنا خيرا وقلنا ربما الحكومة الموقرة استفاقت من غيبوبتها وطلبت من وزيرها إعلان افتتاح المخيمات بالمبيت والنقل بما أن الأعراس والتجمعات ومغاربة الخارج يتنقلون بكل حرية، وبما أن بعض المدن لا تحترم قواعد الحجر الصحي ولا ضوابط التباعد الاجتماعي.
إلا أن الوزير أعلن عن قراراته فيما يرتبط بالمخيمات الصيفية وبرنامج العطلة للجميع وغير في اللغة ومضمونها وأعلن أمام الجميع تنظيم البرنامج الوطني للتنشيط الصيفي، وكأننا كجمعيات لا نقوم بالتنشيط طيلة الموسم التربوي، وكأننا كجمعيات تربوية وطنية ننتمي لاتحاد المنظمات التربوية المغربية ليست لنا أنشطة طيلة الفصول الأربعة إلا بالمخيمات الصيفية، وكأن الأطفال لا ينخرطون بالجمعيات التنشيطية والترفيهية إلا عندما تطلق الوزارة برنامجها الوطني للتخييم، وكأن الجامعة الوطنية للتخييم بمختلف مكوناتها ومناضليها الذين يمثلون الجمعيات الوطنية لا يعرفون ذلك.
نحن نرافع من أجل منظماتنا ومن أجل مخيمات لأطفالنا بمبيت أو بغيره بالنقل أو بدونه، ما يهمنا هو أطفالنا، أطفال المغرب، لا نريد إضافة الإقصاء على الإقصاء، فنحن نعرف أن المخيم هو امتياز البارحة وحق نطالب به لكل من وصل سن التخييم، وكيف تطلبون منا اليوم أن نقبل تخييم جزء من الأطفال الذين نتوفر عليهم أي إقصاء الجزء الآخر. أين هو المطلب؟ أين هو حقهم في التخييم؟ أين هي واجباتنا تجاه طفولتنا، تجاه مطالبهم واحتياجاتهم في التنشئة الاجتماعية التي تتزايد يوما عن يوم، أين هي حقوق الطفل التي وقع المغرب على اتفاقيتها منذ سنين؟ ما رأي برلمان الطفل في كل ما يجري؟ ما رأي المرصد الوطني لحقوق الطفل؟ وأسئلة كثيرة...
نحن لا نضرب تحت حزام أي كان فردا أو جمعية أو مؤسسة حكومية، فخطابنا واضح، لقد سبق وأكدنا غير ما مرة على أن الطفولة وباستمرار هي الأمل بالنسبة لبلادنا وهي الهدف من تواجدنا وهي الاستثمار الأفضل بالنسبة للمستقبل. لقد عانت كثيرا من تداعيات الحجر الصحي كما أكد ذلك التقرير الذي أصدرته حركة الطفولة الشعبية مؤخرا حول وضعية حقوق الطفل في زمن الجائحة. لا بد لها إذن من وقت عطلة يتحتم علينا جميعا تنظيمه بالشكل الذي يرضي طفولة بلدنا ويجيب على احتياجاتهم الكثيرة والتي تتزايد يوما عن يوم مع تزايد الضغط النفسي عليهم وعلى عائلاتهم، فالاعتراف بحق الطفل في الراحة ووقت الفراغ ومزاولة الألعاب وأنشطة الاستجمام المناسبة لسنه لا يجب أن يضل حبرا على ورق في الاتفاقيات الدولية التي صادق المغرب عليها؛ بل يجب تنزيله على أرض الواقع، فلنرفع صوتنا ونطالب الدولة بحق الطفل في العطلة.
لذلك لابد من توفير فرص التخييم لجميع الأطفال الذين يتوفرون على سن التخييم بأي شكل من الأشكال وباحترام للقواعد الصحية المتعارف عليها، على الأقل اليوم قبل الانتقال إلى الوضعية الطبيعية للمجتمع التي تحتم علينا المطالبة والمرافعة والعمل على توفير المقاعد والمراقد والبرامج لكل الأطفال الذين بلغوا سن التخييم دون إقصاء ولا هم يحزنون.
وما نقوم به اليوم من اجتماعات بين الفينة والأخرى على صعيد الوزارة والمصالح والجامعة، ومراوغات بين التخييم والتنشيط والترفيه والبعد عن واقع أطفال المغرب، والتصريحات اليوم وغيرها بالأمس، ولا نعرف ما سيأتي به المستقبل، تدفعنا إلى التساؤل المباشر لمن يهمهم الأمر ودون لغة الخشب أو ما تحت الحزام، هل سننظم المخيمات هذا الصيف أم لا؟ لأن الأنشطة وبرامج التنشيط نقوم بها طيلة السنة.