ربما من لطف الأقدار أن اللحظة التي نشب فيها اصطدام أنصار حميد شباط ونزار بركة الإستقلاليين، كانت لحظة تناول وجبة العشاء، وإلا لكان بدل التراشق بالصحون والكراسي أدوات أخرى أكثر حدة. ولو أن ذلك لم يمنع من إرسال العديد من المؤتمرين الذين حضروا المؤتمر السابع عشر لحزب "الميزان" إلى المستشفى لتلقي العلاجات جراء ما أصيبوا به من جروح.
ومع أن كل المؤشرات كانت توحي بوجود أجواء مشحونة ما بين أنصار شباط المنتهية ولايته من رئاسة الأمانة العامة، والمرشح لأخرى، وما بين أتباع نزار بركة المنافس الأقوى لرفيقه، إلا أن ما حدث ليلة أمس الجمعة 29 شتنبر 2017 فاق كل التوقعات، وساق إلى غليان فوضوي سيبصم بلا شك تاريخ هذه الهيأة السياسية التي طالما عرفت بتحكيم العقل في أصعب المواقف الوطنية، فبالأحرى تلك التي تخص البيت الداخلي لها.
وحسب ما ورد من أخبار، فإن أولى أسباب تفجر الوضع ما بين الإخوة المتنافسين، حدثت فور رفع نزار بركة فوق أكتاف مؤيديه والهتاف بشعارات اعتبرها الفريق الثاني مستفزة، من قبيل "الشعب يريد نزار بركة". الأمر الذي لم يتمالك معه "الشباطيون" أعصابهم وطوروه إلى سباب سرعان ما تحول بدوره إلى "شيّْرْ علية نشيّْر عليك"، كل بما وجده أمامه.