قال عبد السلام بوطيب، رئيس مركز الذاكرة المشتركة للديمقراطية والسلم في تصريح لـ "أنفاس بريس" إن مجرد التفكير في التمديد لبنيكران لولاية ثالثة على رأس حزب العدالة والتنمية تحت أي نازع وتحت أي رغبة ينم عن وجود اختلال كبير داخل الحزب فيما يتعلق بالديمقراطية الداخلية. وأضاف بوطيب، أن النقاش الدائر الآن حول التمديد لبنكيران سيوصل نساء ورجال حزب العدالة والتنمية في المؤتمر المقبل إلى عدم الخوض في الموضوع باعتبار التمديد هو مسألة محسومة مسبقا، موضحا بأن الأمر مثل الرصاصة خرج للوجود، ومعنى ذلك أن حزب العدالة والتنمية مازال يعيش على إيقاع الشخصنة وصراعات مجموعات مصالح وغياب الديمقراطية الداخلية وعدم فهم ميكانيزمات الصراع الداخلي بالبلاد وانعدام الرؤية حول المستقبل.
وقال بوطيب أنه لابنكيران ولا غيره قادر على إنقاذ البلاد مما هي عليه، فنحن – يضيف بوطيب – لسنا بحاجة إلى المنقذ من الضلالة بل نحن في حاجة إلى استعمال ذكاء المغاربة جميعا من أجل تطوير البلاد.
وفي سؤال لـ "أنفاس بريس" حول تصريح بنكيران الذي أشار فيه أن التمديد إذا حصل سيتم بطلب من مناضلي الحزب، قال بوطيب "هذا كلام كان يردده جميع الطغاة عبر التاريخ.. فعند استقالة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، هل يمكن التفكير أن الناس هم من خرجوا للشارع من تلقاء أنفسهم لدفع عبد الناصر للتراجع عن استقالته ؟.. الأجهزة المخابراتية المصرية آنذاك هي التي أخرجت الناس إلى الشارع.." مضيفا بأن المتحكم في أي حزب وأي مؤسسة يمتلك آليات للضغط الداخلي أو الخارجي..".
وأوضح بوطيب أنه من الممكن أن تلجأ قيادة العدالة والتنمية إلى تجييش بعض الأتباع لرفع شعارات خلال المؤتمر لتمهيد الطريق له لولاية ثالثة، على الرغم من وجود أشخاص داخل الحزب لا يرغبون في استمراره على رأس الحزب، مع العلم أن هناك زعماء في أحزاب ديمقراطية في العالم اعطوا نتائج مبهرة ثم غادروا بعد انتهاء مدة انتدابهم، وتساءل بوطيب هل بنكيران حقق ما حققه ثباتيرو؟ هل بنكيران حقق ما يتم تحقيقه في التجارب الديمقراطية الرائدة في أوروبا وفي غيرها. وقال بوطيب إن مرض الديمقراطية الداخلية لايقتصر فقط على حزب العدالة والتنمية بل يشمل كل الأحزاب المغربية.. أحزاب لا تربي منخرطيها على الديمقراطية الداخلية، وهو ما يحول المنخرطين إلى مجرد مريدين، مؤكدا أن التمديد لبنكيران هو وجه من أوجه الصراع مع الملكية.