من خلال قراءة البيان الختامي والاوارق الصادرة عن مختلف نقاشات صاحب المبادرة مركز قرطبة بجنيف برعاية قطرية وتركية حول الحوار العلماني الاسلامي نقف على هذه الملاحظات الاولية:
- ان الامر لا يتعلق بمجرد مبادرة حوار اسلامي علماني ولكنه اتفاق على ارضية عمل مشترك بحسب ما قالت الوثيقة الختامية الصادرة عنه أنه عمل لخدمة الصالح العام "عابر للايديولوجيات".
- ان لفظة "العابر للايديولوجيات" تحتوي ما تحتويه من الاسئلة وعلامات الاستفهام ان لم نقل التلبيس، اذ هل هل يمكن العمل والتنسيق دون تصور ايديولوجي يؤطر القناعات والممارسات؟ الا يعد هذا نوعا من الهلامية والضبابية ان لم نقل الاستيلاب؟ وان يصدر الامر عن زعيمة حزب يساري.
- ان هذه النقاشات قد استوحت مباديء جون راولز المفكر الليبرالي الذي تخصص في الهجوم على الفكر الاشتراكي .. كما ان ارضية العمل هذه العابرة للايديولوجيات واعيد التسطير على قضية عابرة للايديولوجيات، كما ان لغته تمتح من قاموس ينافي بالمطلق الحقل التداولي للفكر اليساري من قبيل "الحكم الراشد" وغيرها، وبالتالي ألا نقف هنا ازاء نوع من انواع الاستيلاب الحقيقي؟
- ان هذه النقاشات قد تمت برعاية قطرية تركية وما ادراك ما قطر وتركيا وادوارهما المشبوهة لصالح التنظيمات المسلحة ودعمهم للحركات اللاديمقراطية.
- أن الرفيقة نبيلة منيب رفضت التنسيق الميداني مع اسلاميي العدل والاحسان بخصوص حراك الريف واقامت الدنيا ولم تقعدها وتهجم حوارييوها والمسبحون بحمدها على مواقف حزب الطليعة بسبب التواجد الميداني المشترك بخصوص حراك الريف والحجة ان الاسلاميين اعداء الديمقراطية
- فأن تاتي "الرفيقة" منيب وترفض التواجد الميداني مع اسلامي العدل والاحسان بخصوص قضية حراك الريف ثم تطير الى سويسرا لتجالس حامي الدين والعثماني وسمية بنخلدون وهم يمثلون اسلاميي السلطة وتجالس منظري اسلاميي النصرة وغيرهم وبرعاية قطر وتركيا للاتفاق على التعاون "لخدمة الصالح العام" بعيدا عن الايديولوجيات؟ وانطلاقا من تصورات ومفاهيم ليبرالية اخونجية، فان يتجاوز اعتباره تناقضا حقيقيا سقطت فيه "الرفيقة" ما يستدعي مساءلة هذا السلوك والوقوف عنده وتجلي طبيعته
يوسف الموساتي

يتبع