مجلة "جون أفريك" العريقة في التحليل السياسي والإجتماعي والإقتصادي تفاجأ الجميع، بتقرير عن ظاهرة الإرهاب التي ربطتها بالمغرب، وهي بدون شك تخدم أجندة معينة، لا ترغب في أن يكون للمغرب في مصاف الدول النامية، بل عندما يربط الصحفي ظاهرة الإرهاب بالمغرب كدولة، فهو يهدف بالدرجة الأولى، زعزعة استقرار المغرب ،وضرب اقتصاده، لأن تحليلا من هذا النوع قد يجعل المستثمرين الأجانب يغيرون رأيهم للبحث عن دول أكثر أمنا واستقرارا.
لا أدري عماذا اعتمد الصحفي صاحب التقرير عندما صور المغرب موطنا ومصدرا للإرهاب.
ربما غابت عنه معطيات كثيرة، تتعلق بظاهرة الإرهاب والأسباب والدوافع التي جعلت شبابا يصبحون قنابل قد تنفجر في كل لحظة، وتحاشى ذكر العوامل التي دفعت بهؤلاء الشباب ينحرفون، ويقومون بعمليات انتقاما من المجتمعات التي ولدوا فيها، وهم الذين يعانون من التهميش ومن الميز العنصري ومن ارتفاع نسبة الكراهية والإسلمفوبيا، لم يربط الصحفي صاحب التحليل الغير الواقعي الإرهاب بما يعانيه الشباب المزداد في أوروبا في الأحياء الهامشية من بطالة، ومن مضايقات مستمرة، لم يكشف الصحفي قمة التذمر الذي يعاني منه هؤلاء الشباب، ولم يشر بأن هؤلاء الشباب لا تربطهم بالمغرب سوى جنسية آبائهم، فهم يحملون هويات أروبية مختلفة لم يذكر الصحفي أسباب تطرف هؤلاء وعيشهم على الهامش في مختلف الدول الأوروبية، ولم يشر بأن هؤلاء الشباب هم نتاج سياسات أروبية، وكان عليه أن يبحث عن حقيقة تعاطف غالبية الشباب المزداد في الهجرة مع القضية الفلسطينية وانحياز الإعلام الغربي إلى جانب إسرائيل في الصراع الذي عمر طويلا.
صحيح عندما يربط ظاهرة الإرهاب بشباب من أصول مغربية لكنهم لا يحملون هوية مغربية لأن المغاربة نشأوا على مذهب الوسطية والإعتدال والفكر الذي تبناه الأجداد عبر العصور فكر ينبذ التطرف والغلو.
وكان عليه أن يشير إلى تقارير الدول الأوروبية في كل الأحداث التي وقعت ،وتحاليل السياسيين وعلماء الاجتماع، الذين تعمقوا في أسباب الظاهرة، وخرجوا بتقارير لم تحمل بتاتا المسؤولية للمغرب، بل اعتبروا سلوكات هؤلاء الشباب نتاج لسياسات دول الإقامة، ولعل تصريحات وزير الداخلية الإسباني في المغرب والتي كشف فيها أن هوية الشباب المرتكب لأحداث برشلونة الأخيرة مزدادون في إسبانيا في تصريح له عقب لقائه مع نظيره المغربي، وإشادته بالتعاون الأمني بين البلدين للقضاء على ظاهرة الإرهاب، لقد أشار لنقطة مهمة والمتعلقة بالمسؤولية الكاملة للدولة الإسبانية وأن لا علاقة للمغرب فيما حصل.
إذا الإرهاب هو نتاج سياسات أروبية، وللقضاء على هذه الظاهرة يجب البحث في جذورها وأسبابها، والتعاون والتنسيق بين كل المتدخلين في دول الإقامة عن طريق حوار بناء.
وليعلم مثل هؤلاء الصحافيين الذين لا يبحثون عن الحقيقة عند إعدادهم لتقارير تخدم أجندة يغيضها الإنطلاقة الحقيقية التي يعرفها المغرب، و التحول الإيجابي الذي يعرفه وانفتاحه على محيطه الإفريقي. وبالتالي فلا يمكن اعتماد التحليل الذي خرج به هذا الصحفي، بل نعتبره تحليلا منحاز وغير واقعي.